سناريوهات بقلم د. رفعت سيدأحمد
*تتزايد هذة الايام المحاولات الدولية والاقليمة لفرض (هدنة مستدامة للحرب في غزة) ولكن التعنت والرفض يأتي دائما من الطرف الاسرائيلي ..لماذا ؟ لان الفريق اليمني المتطرف الحاكم في إسرائيل يعرف جيدا أن إيقاف تلك الحرب النازية بدون تحقيق أهدافها المعلنة وفي مقدمتها الافراج عن الاسري ؛ سيمثل هزيمة له تستوجب المحاكمة وربما دخول نتانياهو وفريقه الي السجن ..ولذا هو يري أن تأجيل تلك المحاكمة لا ضمان له سوي الاستمرار في القتل العشوائي للاطفال والمدنين الفلسطينين وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والبيوتوت والجامعات ..ورغم كل ذلك فثمة مؤشرات علي هدنة قريبة تبدأ مع شهر رمضان المبارك وهي المؤشرات التي بدأت في الانتشار من وسائل إعلام دولية وإسرائيلية ..وهي مؤشرات أيضا دفعت كل الاطراف المنخرطة في تلك الحرب الي محاولة بناء تصورات وخطط لشكل قطاع غزة في اليوم التالي للهدنة المتوقعة ..فماذا عن كل تلك التطورات ؟ أولا :بداية ووفقا لهيئة البث الاسرائيلية قبل أيام فإن صفقة تبادل الاسري وإعلان الهدنة في قطاع غزة سوف تتم عبر وسطاء مصريون وقطريون قبل بداية شهر رمضان المبارك وتحديدا قبل يوم العاشر من مارس الحالي.
وأوضحت الهيئة أن الوسطاء أبلغوا الولايات المتحدة بتلك المعلومات، مؤكدين أن التوقيع سيحدث قبل بداية شهر رمضان، يأتي هذا التأكيد بعد تصريحات مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جاك سوليفان، الذي أكد توصل إسرائيل ومصر وقطر والولايات المتحدة إلى تفاهم بشأن صفقة الأسرى وهدنة مؤقتة.
ومن جهة أخرى، يؤكد سوليفان في تصريحات لـ«رويترز»، أن الصفقة لا تزال تحت التفاوض وتتطلب مناقشات غير مباشرة بين قطر ومصر وحماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية.
*ثانيا : بدأت مراكز صناعة القرار في إسرائيل والعديد من الدول المركزية المؤثرة في مسار ومصير الحرب العدوانية علي قطاع غزة ..في وضع الابحاث والسناريوهات لمستقبل غزة بعد أن تسكت المذابح والمدافع ولعل مراكز الابحاث وصناعة القرار في أهم الدول المؤثرة في تلك الحرب وهي الولايات المتحدة ..تكتسب سناريوهاتها وتوقعاتها .. ؛أهمية بالغة فماذا عنها ؟ .
وفقا لما نشر في الدوريات والصحف الامريكية المهتمة بالقضية فإن ثمة سناريوهات وضعت لليوم التالي لايقاف الحرب ومن أبرز بنودها :
1- سناريو إستمرار حرب الإبادة وتصاعدها بقوة عسكرية كبيرة بعد التوقف المؤقت للهدنة لتحقيق هدف إسرائيلي لا يمكن تحقيقه، وهو أن يحكم الجيش الإسرائيلي القطاع إذا نجحت خطة بنيامين نتنياهو في استعادة سمعة الجيش وتدمير الفصائل الفلسطينية، ويري واضعو هذا السناريو أن هذه النتيجة مستحيلة لأن الولايات المتحدة بكل قدراتها العسكرية لم تنجح في إنهاء وجود المقاومة في أفغانستان ولا في العراق، ويضيف هذا السيناريو إن إسرائيل قد تفكر بإخراج مروان برغوثي بعملية تبادل للأسرى مع حماس فينافس حركة حماس على شعبيتها لمصلحة حركة فتح, أو أن تقبل إسرائيل انضمام حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية أو أن تسقط حكومة نتنياهو وتتولى أحزاب المعارضة الإسرائيلية إدارة الحكم بما يتناسب مع خطة أميركية جديدة.
2- السيناريو الامريكي الثاني يتمثل في أن يرسل حلف شمال الأطلسي قوات إلى القطاع على شكل قوات دولية تحل محل الجيش الإسرائيلي ويُعدّ حكاماً جدداً للقطاع، وإذا رفض نتنياهو فسوف يتوجب على تل أبيب تغييره.
3- السناريو الامريكي الثالث أن يفرض الغرب دوره بعد إيقاف إطلاق النار في تشجيع حل اقتصادي يبدأ بتخصيص 5 مليارات دولار فورية وتقديم 200 دولار شهرياً لكل فرد في القطاع لشراء حاجاته الأساسية على مدى ثلاثة أشهر وإعطاء إسرائيل هبة بقيمة 14 مليار دولار للتعويض عن خسائرها ودعم قواتها.
4-السناريو الامريكي الرابع ويقترح أن تستند الولايات المتحدة والغرب إلى التأكيد على حل الدولتين وتعزيز محركاته على مختلف المستويات لتخفيض شعبية قوي المقاومة الفلسطينية ودعوة بعض الدول العربية إلى تشكيل إطار تحالفي يتعهد بنشر قواته في القطاع وفي الضفة الغربية لإنشاء قوة أمنية جديدة فيهما.
5- السناريو الامريكي الخامس ويقترح أن يتم إنشاء مجلس وصاية دولي تحت إشراف مجلس الأمن الدولي لإعداد القطاع نحو إقامة الدولة مع الضفة الغربية على غرار ما فعلته الولايات المتحدة وأوروبا حين أنشأت البوسنة والهرسك وكوسوفو وشرق تيمور عام 1999.
6- السناريو السادس ويقترح وضع مشروع مرحلي تجريبي مدته ثلاث سنوات لتحويل قطاع غزة إلى دولة بعد نزع أسلحة الفصائل الفلسطينية وموافقة الشعب الفلسطيني.
7- السناريو الامريكي السابع ويقترح إنشاء مجلس حماية منبثق عن الأمم المتحدة باسم حماية الشعب الفلسطيني والقطاع وهو ما طلبته السلطة الفلسطينية عام 2014.
8- السناريو الثامن ويتبني فكرة إنشاء اتحاد كونفدرالي بين دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقطاع وبين إسرائيل .
هذة السناريوهات الامريكية المقترحة لليوم التالي لايقاف الحرب العدوانية وتنفيذ الهدنة الانسانية التي تجري وقائع المفاوضات حولها هذة الايام ..ورغم أهمية بعضها ..إلا أن العائق الرئيسي أمام تنفيذها هو الادارة الاسرائيلية الحاكمة والتي لا حل لديها ..الا الاستمرار في القتل وهو ما يجعل من كل تلك السناريوهات مجرد (دخان في الهواء ) ولا يبقي أمام الشعب الفلسطيني ومن يسانده من العرب والمسلمين ؛ سوي خيار واحد وهو خيار المقاومة والاستشهاد ..وهو خيار رغم كلفته الدامية إلا أنه أيضا يؤلم الاسرائيلي ويهدد مستقبل دولته الي حد كبير ..!.