لا اعتقد انهم يملكون الجرأة !
—————————————
بعد يومين وتحديداً في الاول من نوفمبر سوف تتولي بريطانيا رئاسة مجلس الأمن الدولي لمدة شهر ، ويليها في شهر ديسمبر امريكا لمدة شهر ، مما يعني اننا مقبلون على شهرين من التعطيل الاجرائي في أي شيء يخص غزة او لبنان وان كان هناك شيء ما لن يصل اي مشروع لاجتماع الدول ان لم يكن على هوى الدولتين الاشد التصاقاً باسرائيل بل المحرك الفعلي لحربها الفاشية .
كلا الادارتين في امريكا سواء الحزب الديموقرطي او الحزب الجمهوري لن يحصل اي فلسطيني او لبناني او عربي من مؤخرتهم على عسل بل لذغان مؤلمة تسبب لهم اورام قاسية ، وكي لا تكرر اي ادارة منهم جريمة ادارة بايدن بحق اي عربي مستقبلاً فعقاب ادارة بايدن واجب وخطوة حرص ضرورية تتلاقي مع مصالح دول كثيرة .
واحد من خمسة ( فيتو ) سوف يُسقط ادارة بايدن وتشكل عقاب سوف يفكر به اي رئيس مستقبلي لامريكا قبل اتخاذ قرار يخص اي كائن عربي :
الاول : مشروع قرار بتوصية للجمعية العامة بوقف عضوية اسرائيل في الامم المتحدة لاختراقها شروط عضويتها ، حيث كان قبول (إسرائيل) فى الأمم المتحدة أول قبول شرطى لدولة عضو، وهو الوحيد حتى الآن، فقد جعلت هذه العضوية مرهونة باحترام الدولة الصهيونية لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالتقسيم، وبحق العودة للشعب الفلسطينى المهجر، والتعويض عليه، غير أن (إسرائيل) التى التزمت بكتاب خطي باحترام هذه القرارات، لم تف بالتزاماتها.
الثاني : مشروع قرار بفرض حظر تصدير او استيراد السلاح من اسرائيل احترازياً لحين بث محكمة العدل الدولية قراراها حول وقوع ابادة جماعية او نفيها في غزة ، وهو ( الافضل ) .
الثالث : مشروع قرار بفرض عقوبات شاملة على اسرائيل بسبب استهدافها ( الاونروا ) واعتدائها المتكرر على قوات اليونفيل في لبنان لحين التراجع عن قرار الانروا وتعويض المصابين في اليونفيل وتقديم اعتذار واقرار بالذنب .
الرابع : قرار بوقف اطلاق نار فوري في غزة ولبنان وربط عدم تنفيذه باللجوء الي البند السابع ( التنفيذ بالقوة ) .
الخامس : قرار بتوصية عاجلة من مجلس الامن للجمعية العامة بقبول عضوية فلسطين كدولة كاملة الحقوق والاعتراف بها في المنظومة الدولية علي ان يشمل القرار حدود تفصيلية لحدود دولة فلسطين الجغرافية .
طبعا كل القرارات ان لم يُعدل عليها شيء يخرجها عن مضمونها سوف تصطدم بالفيتو الامريكي ، وهذا يعني للناخب الامريكي المتردد اصرار على حماية اسرائيل من العواقب ، تشجيع امريكا على تخطي المنظومة الدولية في التعامل مع اسرائيل ، تصريح لاسرائيل بالاعتداء على الامم المتحدة ، ادارة بايدن هي من تمنع وقف اطلاق النار ، امريكا جزء من المشكلة وليس الحل بوقوفها في قيام دولة فلسطينية .
ايضا لن تلجأ الحكومة العمالية في بريطانيا لفيتو على اي منها وسوف تمتنع عن التصويت كعادتها لكنها ستدخل في صدام عنيف مع اهم ركيزة في اتفاق غير مكتوب مع ناخبيها الذين وعدتهم بكل ما سبق قبل تولي السلطة وبالتالي يمتد العقاب الحالي والمستقبلي لكل منّ يفكر بالتلاعب بمصير العرب والشرق الاوسط .
فهل تجرؤ المجموعة العربية التى وقفت عاجزة وعانت من التسويف الامريكي ونزولها من اعين شعوبها بسبب تصرفات ادارة بايدن على الدفع بشكل عاجل مع الاصدقاء بأي مشروع من المشاريع السابقة قبل ( الخامس من نوفمبر ) لتبرهن انها تمتلك قوة ناعمة تعود عليها بالنفع مستقبلا وتسدد جزء من دينها للابرياء الذين خذلتهم ، وتُسقط ادارة بايدن بضربة تحت الحزام تخلع قلب اي ادارة مستقبلية تفكر باللعب معهم ، وتتكامل بدون اتفاق مع اللوبي العربي والاسلامي في امريكا وتضعه على كرسي المنافسة مع اللوبي الصهيوني خدمة لمصالحها المستقبلية .
لا اعتقد انهم يملكون الجرأة !
د. لؤي ديب