المدينة الموغلة في القدم..
المنتشرة على جغرافيا
الوطن..الطالعة منه رماد الأساطير منذ أن خيم في أرجائها النبي يعقوب .. وجعلها منذورة للجرح و الريح.. هي بنت حرمون يمدها بالنور كل صباح..جارة قرى الجليل..
ورابطة العقد بين جبل عامل وفلسطين .. تستلقي على ربوة تطل لجهة الغرب على مرج يترامى مقيلا لكل من أتعبه الحل والترحال …
وفي الخيام حكايات لا تنتهي..حكاية الطبيب شكر الله کرم الأرثوذكسي الذي تحدى حراب الإحتلال عام ١٩٧٧ .. ورفض أن يغادر عيادته التي كانت محجا للفقراء من الناس..
وآثر الإستشهاد على الرحيل..والخيام مثوى الشعراء والعلماء من آل صادق وآل عبدالله الذين شيدوا للأدب والعلم صرحاً ما زالت أنواره تسطع في قرانا على امتداد جبل عامل..و من معالمها الأليفة نبع الدردارة الذي يتوسط المرج حتى غدا أيقونه علقها الشاعر حسن عبد الله في قصيدة تشع مثل
مائها آن يداعبها شعاع الشمس .. ومن ينسى معتقل الأسر إبان الإحتلال الإسرائيلي عام ٨٢ الذي يروى حكاية الضحية والجلاد .. ومأثرة السجن والسجان..ولا تزال زنازينه المظلمة تشهد على قساوة الجلاد الممعن في القهر و الاستعباد
و ما أشبه اليوم بالبارحة…
اليوم..تستعيد الخيام كل هذا التاريخ النابض ..
يحتشد بكل أشكاله و صوره في المواجهة
الكبرى بين المقاومين و الغزاة ..
في الخيام اليوم .. ملاحم و بطولات
قلّ نظيرها في التاريخ..
شباب بعمر الورود .. خرجوا من
خاصرة الأرض .. من أوجاع السنين
كي يقهروا المستحيل .. و يصنعوا لهذه
الأمة فجرها الجديد ..
سلوا إبراهيم حيدر .. و علي عودة .. واخوانهما
الذين يحرسون حدود الضوء .. و يكتبون
أجمل المعلقات .. ولكنها هذه المَّرة معلقات
تكتب بالدم لا بالحبر .. و تعلق لا على
أستار الكعبة فحسب و إنما في شغاف القلوب
كل القلوب ..