كارثة إنسانية في شمال قطاع غزة، ومؤتمر “التحضير للاستيطان” على حدوده
| د. ماهر الشريف *
حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، يوم الجمعة في 25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، في شريط فيديو من أن شمال غزة يعيش “أحلك أوقاته”، وندّد بالوضع الإنساني “الكارثي” الذي يجد السكان الفلسطينيون أنفسهم فيه، وهم يتعرضون لـ “القصف” و “المجاعة”، محذراً من أن أفعال إسرائيل قد ترقى إلى مستوى “الفظائع الإجرامية” (1).
وفي اليوم نفسه، نشرت صحيفة “لوفيغارو” الباريسية مقالاً لمراسلها في القدس، غيوم ديولوفول، بعنوان: “وضع أسوأ من مروع “، أشار فيه إلى أن الوضع الإنساني “كارثي” في شمال القطاع، الذي أصبح “مسرحاً للقصف، وحرب الشوارع، والمجاعة ونزوح المدنيين”، إذ “يصدر الجيش الإسرائيلي أوامر الإجلاء الواحد تلو الآخر، مما يجبر السكان على الفرار من مكان إلى آخر، من دون وجود استراتيجية للخروج” (2).
“رائحة الموت في كل مكان”
منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً واسعاً على شمال قطاع غزة، فرض خلاله حصاراً كاملاً على ثلاث بلدات، هي بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومخيمها، وأعلن، في 12 من الشهر نفسه، شمال القطاع “منطقة عسكرية مغلقة”، داعياً جميع السكان إلى النزوح نحو الجنوب، بعد أن فرض حظراً على توزيع الغذاء والمياه والوقود. ولتجويع السكان، قصف جيش الاحتلال، في 8 تشرين الأول/أكتوبر، آخر مخبز كان لا يزال يعمل بصعوبة في الشمال، بسبب قلة أكياس الدقيق التي تمكنت من عبور نقاط التفتيش.
وفي حين غادر 17,000 من السكان منازلهم، وفقاً لأرقام وزارة الصحة، رفض معظم السكان الاستجابة لأوامر النزوح، وهم “يعلمون جيداً أنهم لن يكونوا أكثر أماناً في منظقة المواصي في الجنوب، وأنهم لن يتمكنوا أبداً من العودة إلى منازلهم إذا أطاعوا الجيش”، الذي قام “ببناء سواتر ترابية لمنع الفلسطينيين من التحرك في اتجاه مدينة غزة المجاورة، وإجبارهم على النزوح نحو الجنوب عبر منفذ واحد هو شارع صلاح الدين” (3).
وفي مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، صوّره جندي إسرائيلي وتناقلته وسائل الإعلام، ظهرت صور “مئات الأشخاص يصطفون بين الأنقاض في انتظار إجلائهم”، حيث يتم، بحسب قناة سكاي نيوز البريطانية، “فصل الرجال عن النساء والأطفال، وفحص بطاقات الهوية، في حين تترك الجثث على الطرقات”، لعدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليها، بحيث “تنتشر رائحة الموت في كل مكان” (4).
شهادات عن كارثة إنسانية حقيقية
يحاول الصحافيون الأجانب، الذين مُنعوا من قِبل جيش الاحتلال من دخول قطاع غزة، تلقط الشهادات عما يحدث من فظائع في الشمال، من مدينة القدس، وذلك عن طريق تقنية الواتساب بصورة خاصة، إذ تنقل أليس فروسار، مراسلة “راديو فرانس أنترناسيونال”، في 24 من هذا الشهر، عن بعض المدنيين شهادات عن “حصار داخل الحصار منذ نحو 20 يوماً، ومقتل 770 من الفلسطينيين، في غياب الطعام، والمياه، والإمدادات الطبية وفرق وسيارات الإسعاف”.
كما تنقل عن أمينة “التي احتُجزت في جباليا لمدة أسبوعين في ملجأ “أن الوضع كان صعباً للغاية، إذ لم يكن هناك طعام ولا ماء، وتعرض الملجأ الذي كنا فيه للقصف، بحيث سقط قتلى وجرحى ولم يكن الممر متاحاً لسيارات الإسعاف، لذلك مات الكثيرون متأثرين بجراحهم”. وتذكر أن من بقي من سكان الشمال “يتحدثون عن القصف المدفعي والمجازر التي وقعت حول مستشفى كمال عدوان المحاط بالدبابات”، والذي يوضّح مديره: “نحن نفقد شخصاً واحداً كل ساعة بسبب نقص المعدات” (5).
وكانت المراسلة نفسها قد نشرت مقالاً، في 22 من الشهر نفسه، أشارت فيه إلى أنه “منذ يوم الاثنين في 21 أكتوبر، انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صوّره أحد الصحفيين في المكان، يصوّر امرأة خارج مخيم جباليا وهي تصرخ في يأس: “من قُتل؟ يا الله، يا الله، جميعهم!”، وتظهر فيه “عشرات الجثث الملطخة بالدماء ملقاة على الأرض على درج ملجأ تابع لوكالة الأونروا في مخيم جباليا، كان من بينها أشلاء نساء وأطفال”، في ظل غياب سيارات إسعاف لنقل الجرحى، مما “جعل الجميع يواجهون رعباً لا يمكن وصفه”. وتضيف أن الغزيين الوحيدين الذين يمكن الاتصال بهم هم من النازحين، “الذين نجحوا في مغادرة المنطقة، وتجاوز الحواجز من دون أن يطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم”، ومنهم ناصر الذي يقول: “إن ما يحصل لنا في الشمال ليس أمراً عادياً، إذ إن عائلات بكاملها قد قُتلت؛ لماذا يحصل ذلك معنا، وأين حقوق الإنسان؟!” (6).
أما المراسل الآخر لـ “راديو فرانس أنترناسيونال” في القدس، سامي بوخليفة، فقد نقل، في 21 من الشهر الجاري، شهادة إمرأة شابة من شمال القطاع، فضّلت عدم الكشف عن هويتها، هربت من القصف ولجأت مع أطفالها إلى منطقة خانيونس قبل شهور، تاركة وراءها والديها وأجدادها وأخوانها وأخواتها وأبناء عمومتها، بدأتها بالقول: “إن أقاربي في الشمال يتعرضون جميعهم للإبادة”، ثم أوضحت أن عائلتها “تعيش في حي العلمي في جباليا، حيث مات بعض أقاربها، وأصيب آخرون بجروح، بعد أن تعرض بيت العائلة للقصف ثم احترق، ولم يبقَ شيء”، وأضافت: “آخر رسالة تلقيتها من أختي التي تعيش في الشمال كانت قبل ثلاثة أيام، توسلت إليها أن تهرب وأخبرتها أن حياتها تساوي أكثر بكثير من منزلها، لكنني، في الوقت نفسه، أقول في نفسي: تهرب إلى أين؟ فكل مكان يتعرض للقصف، والشوارع مليئة بالدبابات، وما أن يخرج الإنسان من بيته حتى يطلق الإسرائيليون النار عليه وعلى أطفاله” (7).
تحذير وكالة الأونروا والمنظمات الإنسانية
في 24 من الشهر الجاري، أشارت المتحدثة باسم وكالة الأونروا لويز ووتريدج، في مذكرة وزعتها، إلى أن الوكالة “تتلقى نداءات يائسة من الزملاء والأصدقاء في شمال قطاع غزة”، حيث “يعاني السكان من زيادة حادة في سوء التغذية والجوع”، وكتبت “نحن نحذر باستمرار من أن العمليات العسكرية الجارية تعرض عشرات الآلاف من المدنيين لخطر شديد”، ذلك “إن عدد الوفيات والإصابات والدمار مروع، ويُحرم المرضى والجرحى من الرعاية الصحية الحيوية”، وبينما يشعر أفراد العائلات النازحة من الشمال “بشعور كبير بالإحباط جراء الأهوال التي يواجهونها”، يستنفذ الناس الذين يعانون من الحصار الإسرائيلي “كل الوسائل المتاحة للبقاء على قيد الحياة”، إذ “نفد الوقود اللازم لتشغيل منشآت المياه، مما أجبر الناس على المخاطرة بحياتهم للعثور على مياه الشرب أو استهلاك المياه من مصادر غير آمنة”.
وفضلاً عن ذلك، “لم تعد توجد أي مراكز طبية تابعة للأونروا عاملة في محافظة شمال غزة”؛ ومع أن فرق الأونروا “مستعدة لتقديم الخدمات في الملاجئ، لكنها تحتاج إلى معدات طبية للقيام بذلك”. وتضيف المذكرة أنه “تمّ تأجيل المرحلة الثالثة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة، بسبب تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر التهجير الجماعي، علماً بأن هذه المرحلة الأخيرة من الحملة المستمرة كانت تهدف إلى تطعيم حوالي 120000 طفل”، ذلك إن “الهجمات المستمرة على البنية التحتية المدنية، تستمر في تقويض الأمن وحركة الناس في شمال غزة، مما يمنع العائلات من أخذ أطفالهم بأمان لتلقي التطعيمات ويمنع العاملين الصحيين من العمل”. وناشدت السيدة لويز ووتريدج الجهات المعنية بالعمل على “تسهيل حملة التطعيم في الشمال من خلال تنفيذ هدن إنسانية” (8).
محاصرة المستشفيات ومهاجمتها
بعد عودة دباباته وجرافاته إلى شمال القطاع، أمر جيش الاحتلال بإخلاء ثلاثة مستشفيات في المنطقة هي مستشفى كمال عدوان، ومستشفى العودة والمستشفى الأندونيسي بعد أن فرض حصاراً عليها. ويُعتقد أن أكثر من 350 مريضاً عالقون في داخل هذه المستشفيات، بما في ذلك النساء الحوامل والأشخاص الذين خضعوا للتو لعمليات جراحية، وهم يحتاجون إلى علاج طبي مستمر ولا يمكن خروجهم من المستشفى. “إن تصاعد العنف والعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة التي شهدناها خلال الأسبوعين الماضيين في شمال قطاع غزة سيكون لها عواقب وخيمة”، تقول آنا هالفورد، منسقة الطوارئ في منظمة “أطباء بلا حدود” في قطاع غزة وتضيف: “من الضروري للغاية ضمان حماية المرافق الصحية القليلة التي لا تزال تعمل… إن هذا مجرد عقاب جماعي مفروض على الفلسطينيين في غزة، الذين يجب عليهم الاختيار بين التهجير القسري أو القتل”. وهي ترى أن حلفاء إسرائيل “يتحملون مسؤولية ثقيلة عن هذا الوضع الكارثي، الناجم عن دعمهم الثابت للحرب”، ويجب عليهم “أن يفعلوا على الفور كل ما في وسعهم للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ليس غداً، وليس خلال أسبوع، ولكن الآن”(9).
ولدى كتابة هذه الأسطر، انتشر خبر يفيد يأن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، واعتقلت عدداً من أفراد الطواقم الطبية العاملة فيه، فضلاً عن عدد من المرضى، ثم انسحبت منه بعد أن خلفت دماراً كبيراً. ثم ورد خبر آخر يفيد بأن قوات الاحتلال قامت بقصف منطقة سكنية في ضواحي البلدة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
بينما ينشر جيش الاحتلال الموت والدمار، يُنظّم مؤتمر “التحضير للاستيطان”
دعت حركة “ناحالا” الاستيطانية المتشددة، التي تدعم عمليات إقامة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، إلى عقد مؤتمر تحت شعارَي “التحضير للاستيطان” و”يمكن القيام بذلك”، وذلك لإعادة الاستيطان اليهودي في القطاع ودفع الفلسطينيين إلى ترك أراضيهم، وهو هدف كان محصوراً في مجموعات صغيرة من المستوطنين المتشددين، لكنه راح يكتسب تأييداً متزايداً مع تواصل الحرب التي تشنها حكومة بنيامين نتنياهو على القطاع، إذ يشارك في المؤتمر إلى جانب ممثلي حزبي الصهيونية الدينية وحركات المستوطنين، ما لا يقل عن 10 نواب من أصل 32 نائباً من حزب الليكود، فضلاً عن عدد من وزرائه. وقد جاء في بطاقة الدعوة إلى المؤتمر: “بعد مرور عام على المذبحة، نعلن أن غزة لنا وإلى الأبد”. وصرّحت دانييلا فايس رئيسة “نحالا”، وهي من سكان إحدى المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، عشية انعقاد المؤتمر أنه “بعد 7 أكتوبر، سينتهي الوجود العربي في غزة، ويعود اليهود إلى مستوطناتهم ويقيمون مستوطنات جديدة” (10).
انعقد المؤتمر في 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري في بلدة سديروت، المحاذية تقريباً لحدود قطاع غزة والتي أقيمت على أراضي قرية نجد المهجّرة. وفي الكلمة التي ألقتها، أعلنت ماي غولان، وزيرة المساواة الاجتماعية عن حزب الليكود، دعمها الاستيطان في القطاع، داعية “إلى طرد الفلسطينيين من منازلهم عقاباً لهم على أحداث 7 أكتوبر”، ومعتبرة أن “أي وسيلة لمنع اختطاف الناس مجدداً، أو قتل الرجال والنساء، هي وسيلة مشروعة، مثل ترحيل العائلات أو الحرمان من الجنسية، لكن ما يؤلم الفلسطينيين أكثر من حياة الناس هو الاستيلاء على الأرض”، وخلصت إلى “أن الوجود اليهودي في غزة يعزز أمن إسرائيل”.
أما وزير “الأمن القومي”، إيتمار بن غفير، فقد أكد في كلمته “أن تشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة هو الحل الأفضل والأكثر أخلاقية للصراع”، مضيفاً أنه لا ينبغي أن يتم ذلك “بالقوة”، بل يجب أن يُقال لسكان غزة إن إسرائيل “تمنحهم الفرصة” للذهاب إلى دول أخرى. وأيّد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فكرة إعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة، معلناً في الطريق إلى المؤتمر في تغريدة على شبكة التواصل الاجتماعي “إكس”، أن الأراضي التي تخلت عنها إسرائيل في الماضي تحوّلت إلى “قواعد إرهابية إيرانية متقدمة، وعرضت البلاد للخطر”، في إشارة إلى فك الارتباط أحادي الجانب من قطاع غزة في سنة 2005، معتبراً أن قطاع غزة “جزء من أرض إسرائيل”، وأنه “من دون مستوطنات لا يوجد أمن”، وأضاف أن “مؤتمر اليوم هو جزء من عملية توعية وتعبئة عامة [للشعب]، ويهدف إلى تطوير عملية استيطانية ريادية وصهيونية “.
وكانت دانييلا فايس، قد صرّحت “أن الحروب تتسبب في مشكلات لاجئين كبيرة، وأن السابع من أكتوبر غيّر التاريخ، بحيث لم يعد العرب الغزيون يملكون، بعد المجازر الوحشية، الحق في العيش هنا”، وأضافت “لقد جئنا إلى هنا لنعيد استيطاننا في كل قطاع غزة، من شماله إلى جنوبه، وليس في جزء منه”، مشيرة إلى أن منظمة “ناحالا” شكّلت “ست مجموعات من قاطني المستوطنات، تضم 700 عائلة مستعدة من الآن إلى إقامة مستوطنات جديدة في غزة، عندما تسنح الفرصة لذلك”. وأعلن النائب عن حزب الليكود أرييل كالنر، في كلمته، أن “المستوطنات تعني النصر المطلق”، في إشارة إلى المعزوفة التي يرددها بنيامين نتنياهو منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وأضاف: “إن ما يعتبرونه دار الإسلام سيصبح دار اليهود “، مؤكداً أن المستوطنات “تحسّن الأمن”.
بعد كلمات الوزراء والنواب المشاركين في المؤتمر، جاء دور المستوطنين إذ تحدث حاييم والتزر، المقيم في بؤرة “إفياتار” الاستيطانية في شمال الضفة الغربية التي شرّعتها الحكومة، والذي كان يقيم قبل سنة 2005 في تجمع “غوش قطيف” الاستيطاني في قطاع غزة، فأكد “أن استيطان الأرض هو رسالة حياتي، والسبب الحقيقي لذلك هو أن الله أمرنا بذلك عندما أعطانا الأرض قبل 3000 سنة، كما هو مكتوب في العهد القديم”.
أما السبب الآخر الذي “يدفعنا إلى التوطن في قطاع غزة، فهو أن ذلك يجلب السلام”، وأضاف: “نحن أمة سلام، ولا نريد سوى السلام، لكنني لا أعتقد أن هناك شريكاً نصنع معه السلام؛ ولهذا فإن الطريق الوحيدة لضمان استتباب الهدوء في تل أبيب هو حل مسألة غزة – إنها الطريق الوحيدة كي يشعروا بالهزيمة، فالأمر الوحيد الذي يهمهم هو الأرض، وعندما نأخذها منهم ونتوطن فيها فهذا هو الأمر الوحيد الذي يعطيهم الانطباع بأننا انتصرنا وبأنهم هزموا”!
أما عوفيد حوجي، رئيس فرع حزب الليكود “ياد إلياهو” في تل أبيب، فقد كان “أكثر تواضعاً” في مطالبه، إذ دعا “إلى فصل شمال غزة عن الأراضي الساحلية وتخصيص أراضيه للكيبوتسات والتجمعات الإسرائيلية الأخرى في المنطقة الحدودية مع غزة، وذلك لأغراض الاستيطان والتنمية، والحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا الاستراتيجي”، معتبراً أن “على العرب أن يخسروا أراضيهم خلال الحرب، كي يتذكروا أنهم خسروا”، وأن “خسارة الأراضي” يجب أن تكون “العقاب على بوغروم السابع من أكتوبر” (11).
وقد شهد المؤتمر تم تنظيم ورش عمل من قبل ناشطين مؤيدين للاستيطان مرتبطين بحركة “ناحالا” لإعطاء تعليمات حول كيفية بناء مستوطنات جديدة من الصفر، كما فعلت هذه الحركة في مناسبات عديدة، بما في ذلك إقامة البؤرة الاستيطانية “إفياتار”.
وختاماً، بينما يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هجومه الوحشي على شمال قطاع غزة يهدف إلى “منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها والظهور من جديد”، يرى الكثير من المحللين أن ما يقوم به هذا الجيش هو “تطهير عرقي” ضمن استراتيجية تهدف إلى تمهيد الطريق أمام احتمال ضم أو حتى استيطان قطاع غزة أو أجزاء واسعة منه؛ فهل ينجح هذا المخطط الصهيوني الخطير؟ إن الشعب الفلسطيني هو وحده الذي يملك الجواب عن هذا السؤال.
* باحث ومؤرخ – مؤسسة الدراسات الفلسطينية – بيروت.