إسرائيل على مسار التفكك؟؟ بقلم: ناجي صفا

انتهت مرحلة بن غوريون مؤسس إسرائيل، انهاها نتنياهو من خلال تجاوز منظومات القيم والقوانين التي صاغها بن غوريون حول كيف تعيش إسرائيل في المنطقة ، وكيف تحارب وتحفظ امنها ، إضافة لهذا التجاوز الذي طبقه نتنياهو فإن تطور خطير بدأ يفرض نفسه من خلال تطور وضع الحريديم وامساكهم النسبي بزمام الأمور وهم يرفضون الخدمة العسكرية في الجيش وبلغ بهم الأمر حد التهديد بتعطيل الكنيست اذا ما استمر قرار التجنيد في الجيش ، والتهديد بمنع تمرير القوانين حتى العادية منها وكان آخرها التهديد بعدم تمرير الموازنة في الكنيست في ظرف حربي ضاغط تعيشه إسرائيل.
الكفاءات الفكرية بدأت بالهجرة ، وكذلك رجال الأعمال والصناعيين الذين بدأوا يقفلون مصانعهم ويهاجرون .
من المؤكد انه بمجرد ان تضع الحرب اوزارها فإن اعدادا كبيرة من المستوطنين والمستثمرين سيغادرون إسرائيل إلى غير رجعة ، بدأت تتناقص الثقة لدى هؤلاء بأن إسرائيل لم تعد وطنهم وانها باتت غير قابلة للعيش ، بعد ان سقطت النظرية الأصلية التي تم استدراج اليهود ورجال المال والفكر بالمجيء إلى إسرائيل، كانت الفكرة تقوم على عاملين أساسيين هما الأمن والازدهار ، كان ثمة ضمانة تقدمها الحركة الصهيونية ان لا حرب تطال المدن والقرى الإسرائيلية وأن امنهم مضمون، لقد سقطت هذه النظرية عندما بلغت الحرب قلب إسرائيل ومدنها ، كذلك سقطت النظرية الثانية التي تحدثت عن الازدهار والرفاه بعد ان ضرب الإقتصاد بشقوقه المختلفة : الأمن والازدهار والصناعة والزراعة والتكنولوجيا التي تمتعت بها وشكلت مدخلها إلى الأسواق العالمية .
الرهان على الزمن من جهة بعد ان تبين ان هذا الكيان الهجين ملصق بالبصاق ، الرهان على صمود المقاومة وتطوير قدراتها القتالية من جهة أخرى. فكما يقول المثل فإن النصر صبر ساعة .

مواضيع ذات صلة: