بعد مرور 400 يوم على الجرائم الوحشية ضد الفلسطينين، وخاصة غزة، أثمرت المقاومة القانونية ، إلى إدانة الادارة الصهيوني لأول مرة في محكمة دولية رغم كل محاولات الولايات المتحدة.
الكيان الصهيوني، الذي كان دائماً يهرب من المتابعات الدولية بدعم من الولايات المتحدة وأتباعها الغربيين أو يعطل قرارات الأمم المتحدة باستخدام حق الفيتو ، تلقى هذه المرة، ، بأصدار المحكمة الجنائية الدولية حكم (ICC) ضربة بقرارا تاريخي بملاحقة “نتنياهو” رئيس الوزراء السابق و”غالانت” وزير الحرب السابق.
*حكم تاريخي يهزّ مكانة الكيان الصهيوني دولياً*
سيؤدي هذا الحكم إلى زعزعة مكانة الكيان الصهيوني على المستوى الدولي. وفقاً لصحيفة “فايننشال تايمز”، يعني هذا القرار أن الدول الأعضاء في هذه المحكمة، والتي يتجاوز عددها 124 دولة، ملزمة باعتقال “نتنياهو” و”غالانت” إذا دخلا أراضيها.
*تفاصيل الحكم التاريخي*
في يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 2024 (1 ديسمبر 1403)، أصدرت الغرفة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية (ICC) في لاهاي بالإجماع قرارين رفضت فيهما اعتراضات الكيان على المادتين 18 و19 من نظام روما الأساسي. كما أصدرت أوامر بالقبض على “بنيامين نتنياهو” رئيس الوزراء السابق و”يوآف غالانت” وزير الحرب السابق.
وأوضحت الغرفة التمهيدية للمحكمة أن أوامر القبض صدرت بحق “نتنياهو” و”غالانت” لارتكابهما “جرائم ضد الإنسانية” و”جرائم حرب” وقعت على الأقل من 8 أكتوبر 2023 إلى 20 مايو 2024 (تاريخ تقديم طلبات أوامر القبض من قبل النيابة العامة). كما رفضت المحكمة في 20 مايو 2024 طلب الكيان الصهيوني لوقف أوامر القبض.
وجاء في بيان المحكمة: “يتحمل كل من نتنياهو وغالانت مسؤولية جنائية بصفتهما شركاء في ارتكاب جرائم الحرب باستخدام التجويع كوسيلة للحرب، وجرائم ضد الإنسانية تشمل القتل، والاضطهاد، وأعمالاً غير إنسانية أخرى… كما توصلت الغرفة إلى أدلة تفيد بأن السيد نتنياهو والسيد غالانت، بصفتهما مسؤولين مدنيين رفيعي المستوى، يتحملان مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب المتمثلة في شن هجمات متعمدة على السكان المدنيين”.
*الإشارة إلى الإبادة الجماعية*
كما أشارت المحكمة الدولية ضمنياً إلى الإبادة الجماعية بحق سكان غزة، حيث قالت: “توصلت الغرفة التمهيدية إلى أدلة تشير إلى أن نقص الغذاء والماء والكهرباء والوقود والمعدات الطبية تسبب في إبادة جزء من السكان المدنيين في غزة. وقد أدى ذلك إلى وفاة مدنيين، بينهم أطفال، بسبب سوء التغذية والجفاف”.
*ردود الأفعال الدولية*
لاقى هذا الحكم التاريخي ترحيباً واسعاً من قبل الشعب الفلسطيني والرأي العام العالمي. على الجرائم الصهيونية ضد الأطفال في فلسطين بلغت حداً لا يمكن حتى لحلفائه الغربيين تجاهلها.
*ترحيب عالمي بقرار المحكمة*
أعلنت دول عديدة مثل أيرلندا، سلوفينيا، كندا، بريطانيا، إيطاليا، إسبانيا، كولومبيا، هولندا، الصين، بلجيكا، الأردن، جنوب أفريقيا، السويد، سويسرا، تركيا، العراق وغيرها، عن ترحيبها بالقرار وأكدت التزامها به.
رئيس وزراء أيرلندا أعلن أنه في حال دخول “نتنياهو” أو “غالانت” إلى بلاده، سيتم اعتقالهما. كما أعلنت جنوب أفريقيا أن القرار “يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة”. وأكد “جوزيب بوريل”، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد الأوروبي سيطبق قرارات المحكمة الجنائية الدولية.
*رفض أمريكي وعزلة متزايدة*
اما الولايات المتحدة، وهي الداعم الأكبر للكيان ، فقد رفضت القرار وأعلنت أنها ستتصدى له. وصف الرئيس “جو بايدن” القرار بأنه “مخجل”، بينما هدد بعض أعضاء الكونغرس المحكمة الجنائية الدولية.
في المقابل، أعرب “برني ساندرز” السيناتور الأمريكي عن ترحيبه بالحكم. كما أعلن “عبد الله حمود”، عمدة مدينة ديربورن الأمريكية، أنه سيتم اعتقال “نتنياهو” و”غالانت” إذا دخلا المدينة.
*رد فعل نتنياهو*
وصف “نتنياهو” القرار بأنه “فشل أخلاقي”، وصرح بأن إسرائيل لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية الدولية. بينما زعم وزير خارجيتة أن المحكمة فقدت كل شرعيتها.
*حكم تاريخي يغير المعادلات*
يشير هذا القرار إلى نقطة تحول تاريخية في التعامل مع جرائم الكيان الصهيوني، ممايعزز الأمل في تحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين.