وسط تعثُّر خطة الغزو البرّي “الاسرائيلي” في جنوب لبنان نظرا لشراسة مواجهة رجال حزب الله، بات الإعلام العبريّ يُقرّ ب” انّ الحزب يقاتل بشكل مختلف في هذه الحرب”، و” انّ الجيش الاسرائيلي امام مواجهة قاسية يقودها الحزب في الخطّ الثاني من البلدات اللبنانية”، على وقع تحذيرات اجهزة استخبارات اميركية من مفاجآت غير منتظرة قد يفجّرها التنظيم اللبناني فيما لو لم تسارع تل ابيب الى القبول بالتسوية مع حزب الله- وفق ما نقلت مصادر عبريّة عن بن صامويل مراسل صحيفة “هآرتس” في واشنطن-.
اعلن بنيامين نتنياهو انّ التفاوض مع حزب الله سيكون بالنّار، على وقع استهداف العاصمة اللبنانية.. سريعا ردّ الحزب بضربة “باليستيّة” هزّت تل ابيب، في رسالة مفادها” ونحن نفاوضكم بالنار ايضا”، فيما لا تخلو “العواجل” في وسائل الاعلام العبريّة، من عبارة ” حدث صعب جدا في الشمال”، سيّما الاربعاء الماضي حين بات الخبر يتمحور عن “كمينَين كبيرَين” لحزب الله، قبل ان تتضح حصيلة مصرع وإصابة العشرات في صفوف وحدة غولاني “النخبوية”، بينهم “رئيس اركانها” التي تضاربت المعلومات حيال اصابته بجروح خطيرة او مصرعه والذي كان برفقته عالِم اثار “اسرائيلي” شهير قُتِل ايضا، وكان منشغلا بعمليّة مسح لقلعة “شمع” الأثريّة حين باغتهم مقاتلو الحزب وأردَوهم.
اكثر من اي وقت مضى، بدأ قادة وضبّاط سابقون يدقّون “ناقوس الخطر” بمعيّة وسائل اعلام عبريّة، محذّرين من حجم الخسائر الهائلة التي يُلحقها المقاومون في غزّة وجنوب لبنان بعديد وعتاد القوات “الاسرائيلية” والتي تطبق عليه الرقابة العسكرية في “اسرائيل”.. وبين التحذير عالي الجدّية الذي اطلقه العميد احتياط تسفيكا حاييموفيتش- قائد تشكيل الدفاع الجوي السابق، من ” استنزاف قوات الجيش، والانهاك الشديد الذي تعاني منه قواته خصوصا النخبوية”، وهو نفسه من حذّر من انّ الحزب اعدّ نفسه جيدا من ناحية القوى البشريّة والذخيرة عندما قال” مُلزَمون بالعمل على الارض، ونحن في وسط حرب صعبة جدا مع حزب الله، ندفع فيها اثمانا باهظة وغير معقولة”.. الى إقرار صحيفة “معاريف” ب” الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش في غزة ولبنان”، واشارتها الى “انّ لواء غولاني هو الاكثر تأثّرا بهذه الخسائر”.
نقلت مصادر عبريّة عن مراسل صحيفة “هآرتس” في واشنطن بن صامويلز.. تحذيره من “اوراق خطيرة قد يُظهرها حزب الله تِباعا وبشكل مفاجىء في ايّ لحظة، اذا لم تسارع تل ابيب الى قبول التسوية المقترحة مع لبنان”، ونقل عن ضبّاط كبار في اجهزة الاستخبارات الأميركية تنبيههم، من “انّ الفَوج الجديد في صفوف شباب الحزب، هم اكثر بأسا واقتدارا ويقاتلون بروح ثأريّة، ولديهم احتياط كبير في عديدهم لم يُستدَعوا الى ارض المعركة بعد، وقد يكون الحدث “الاكبر يتمثّل بعملية اقتحام عكسيّة خلف خطوط القوات الاسرائيلية المتوغّلة!
وفي السياق بدا لافتا ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”منذ يومين – نقلا عن مسؤولين اميركيين، وفيه” انّ حزب الله لم يقُم بعد بنشر كافّة مقاتليه الذين يتراوح عددهم بين 20 و40 الفا، ما يعني انه مستعدّ لشنّ حرب عصابات طويلة الامد ضدّ القوات الإسرائيلية”، واعتبرت انّ وقف الهجمات على شمال اسرائيل امرٌ غير ممكن”.. فيما لفت خبراء ومحلّلون عسكريون “اسرائيليون”، الى انّ “حزب الله انتقل فعليّا الى حرب العصابات منذ اعلان رئيس هيئة الاركان الانتقال الى المرحلة الثانية من التوغّل البرّي في جنوب لبنان، وهذا ما يُفسّر حجم الخسائر الباهظة في عديد وعتاد القوات الاسرائيلية، جرّاء ضربات وكمائن “الحزب، مستفيدا من التضاريس المختلفة كلّيا عن جغرافيا ميدان غزّة.
اما وانّ حزب الله آثر الردّ سريعا على اعلان الانتقال الى المرحلة الثانية من العملية البرية”، عبر استهداف قاعدة “الكرياه” في محيط تل ابيب للمرّة الاولى، والتي تضمّ وزارة الحرب ورئاسة الاركان وغرفة ادارة الحرب وهيئة الرقابة والسيطرة الحربية لسلاح الجوّ، بصواريخ باليستية من نوع “قادر2 ضاربا ب” الحصن الحصين” للكيان العبري، قبل استباق وصول المبعوث الاميركي الى بيروت بضربة “باليستيّة” هزّت تل ابيب.. فهذا يعني نقطة تحوّل كبرى في مسار المعركة بين “اسرائيل” والحزب، خصوصا وانّ ضربات الاخير باتت تطال غالبية القواعد العسكرية، والجوّية والبحريّة الاستراتيجية في عمق الكيان.
ثمّة من يسأل” هل بتنا امام اتفاق قريب لوقف اطلاق النار؟ ام مزيد من التصعيد ربطا برغبة نتنياهو الاستمرار في الحرب واستكمال المراوغة وتقطيع الوقت الى حين دخول االرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض في يناير 2025 ؟ وثمّة من الخبراء والمحلّلين العسكريين من يرتقب حدثا عالميا “ضخما” على خلفيّة التصعيد الخطير بين روسيا والغرب الاطلسي برأس حربته الاميركية.
وعلى وقع التفاوض بالنار بين “اسرائيل” وحزب الله، والذي وصل مؤخرا الى ذروته توازيا مع المفاوضات للتوصّل الى وقف لاطلاق النار برعاية الوسيط” الاميركي” اموس هوكشتاين، والذي غادر تل ابيب عائدا الى واشنطن دون ملامح تؤشّر الى ايجابيات من عدمها..تكشف معطيات عسكرية عن قرب مبادرة حزب الله والمقاومة العراقية وحركة “انصار الله” اليمنيّة، الى “نقلة “نوعيّة وغير مسبوقة” في المواجهة فيما لو تعثّر الاتفاق بين لبنان و”اسرائيل”.
تقارير اميركية تحدثت عن حصول حركة “انصار الله” اليمنية على صواريخ بحريّة روسية و وصول منظومات صاروخية متطورة الى الشرق الاوسط، وسط تسريبات صحافيّة روسيّة لم تستبعد” ان تشمل المرحلة القادمة احداثا غير مسبوقة سيّما في “اسرائيل”، قد تضمّ عمليات اغتيال وإقصاء “رؤوس امنية رفيعة المستوى عن الواجهة تماما”!