وقف اطلاق النار من وجهة نظر عسكرية بقلم : م. الوليد صالح

وقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليها لمدة 60 يوم وفقا لبنود 1701 دون اي زيادة او نقصان لها جوانب عسكرية مهمة :
● من جهة العدو الاسرائيلي:
وافقت قيادة العدو على وقف اطلاق النار بعدما يأست من امكانية تحقيق أي انجاز على الارض بعد انتهاء بنك اهدافها حيث استمرت المقاومة بالقصف الصاروخي بمختلف انواع الصواريخ والمسيرات وبمديات مختلفة وهذا مايعني دخول جيشه مستنقع مدمر، ولذلك سيحاول العدو خلال فترة وقف اطلاق النار القيام بجملة أمور وهي:
1- سيحاول العدو بكل قوته احراز انجاز ما في غزة بخصوص الاسرى سواء بمحاولة الوصول لاتفاق او اخذهم من المقاومة.
2- سيضغط العدو لمحاولة القضاء على مفارز المقاومة في قطاع غزة خصوصا في شمال القطاع التي يحاول العدو جعلها منطقة عسكرية.
3- سيشن العدو حرب نفسية مركزة على البيئة الحاضنة للمقاومة في لبنان -حزب الله – مركزا على نقطتين رئيسيتين وهما: انه تمكن من الفصل بين جبهات المقاومة واعاد مستوطني الشمال الى منازلهم.( سيساعده بهذه الحرب الاعلام الناطق بالعربية المعادي لكل فعل مقاوم).
4- سيقوم العدو – بمساعدة الناتو – بترميم واصلاح قواعده العسكرية التي ضربها حزب الله بقوة وخرج قسم منها عن الخدمة.
5- سيزيد العدو من قدرات الدفاع الجوي التي اثبتت فشلها امام قدرات حزب الله المختلفة.
6- ستنشط اجهزة استخبارات العدو في لبنان لتحديد قيادة المقاومة الجديدة خصوصا العسكرية لمحاولة استهدافها غدرا في اي لحظة سانحة.

● من جهة حزب الله:
وافقت قيادة حزب الله على وقف اطلاق النار بعد 57 يوم من القتال البري الذي يعتبر الاعنف مع العدو الاسرائيلي مراعية عدة عوامل اهمها البيئة الحاضنة للمقاومة والظروف الداخلية للبنان ومصلحة المقاومة في استراحة مقاتل، وتمسك قيادة المقاومة ب القرار 1701 دون اي زيادة او نقصان منطلقة من قدرتها على مواصلة القتال لاشهر واستيعابها لهجوم العدو والصدمة التي حاول بها العدو تدمير المقاومة عبرها، سيعمد الحزب خلال وقف اطلاق النار الى جملة امور هي:
1- ستكون الهدنة فرصة ذهبية للحزب لبحث امني عميق عن الثغرات الامنية التي تمكنت منها اجهزة استخبارات العدو من تحديد قيادة المقاومة ومواقعهم حيث لم يتح خلال الحرب الفرصة لاجراء تحقيق معمق.
2- سيستغل الحزب الفرصة لتقييم نظام الاتصالات لديه ومدى فعاليته وامكانية تطويره بناء على الدروس المستفادة من الحرب وهجوم البيجر.
3- سيعيد الحزب بناء وترميم الانفاق والقواعد تحت ارضية التي قد يكون بعضها تعرض للايذاء او للعطب نتيجة القصف الشديد والثقيل.
4- ستقوم الوحدات المختصة بالحزب بتقييم جميع الاسلحة المستخدمة ضد العدو ومدى فاعليتها وكيفية تطويرها وتكتيك استخدامها.
5- ستكون الهدنة فرصة ذهبية لاعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب بشكل هادئ لوضع استراتيجية الصراع المناسبة مع العدو في المرحلة المقبلة بناء على الدروس المستفادة من المعركة والوضع الداخلي اللبناني والوضع الدولي.
6- سيطور القادة العسكريون في الحزب التكتيكات المناسبة لقتال العدو بناء على الدروس المستفادة من معركة “اولي البأس” و معركة غزة.
7- ستكون الهدنة فترة راحة لمقاتلي الحزب الذين خاضعوا هذه المعركة تحت اقصى الظروف صعوبة بكفاءة عالية.

☆خاتمة: ستكون الهدنة فترة راحة وتجهيز مهمة لحزب الله للجولة الثانية التي قد يباشرها المجرم نتنياهو بعد وصول ترامب للحكم تحت حجج عديدة، لذلك لم تنته المعركة بهذه الجولة العنيفة، ورغم الحرب النفسية الكبيرة التي ستشن يجب على كل محب للمقاومة ان يقف مع المقاومة – حزب الله – بغض النظر عن عواطفنا وآلامنا وأمنياتنا فرجال الحزب هم من خاضوا هذه الحرب الصعبة والعنيفة مع مارافقها من استشهاد كوادر الصف الاول واصابة الالاف باجهزة البيجر وتهجير البيئة الحاضنة وانقلاب بعض فرقاء الداخل عليهم ودعم مفتوح من قبل الناتو لكيان العدو ولذلك ماحققه رجال المقاومة من صمود خلال 57 يوم المعارك البرية هو صمود اسطوري بكل معنى الكلمة.

مواضيع ذات صلة: