الظروف كذبة من يريد يفعل بقلم : لؤي ديب

بعد اعلان فوز ترامب في الانتخابات وبعد معرفة المخاطر التى يحملها قدومه على الكيان الصهيوني تحرك ( الموساد ) في اسرع عملية لاستعادة السيطرة على ترامب .

كانت العملية التى استغرقت بالضبط 7 ايام تتخلص في عقد لقاءات مكثفة مع 113 عضو كونغرس جمهوري مقربون من اسرائيل و 72 عضو كونغرس من الحزب الديموقراطي ، هؤلاء جميعاً اتصلوا بترامب وطلبوا منه طلب واحد ( ان يخطط لاعادة ترشيح نفسه لرئاسة امريكا بعد اربع سنوات مرة اخرى ) .

طلب كان يحمل السر ليجعل ترامب يعيد ترتيب حساباته بعد اقتناعه بالطلب ، فاعادة خوض المعركة الانتخابية مستقبلاً يتطلب خطب ود اسرائيل ، وللاسف نجح قسم الدراسات النفسية في الموساد بوضع يده على مفتاح اعادة السيطرة على ترامب ، وهذا التغير سيغير الكثير في المستقبل للأسوأ ، وبعد ان كان ترامب قد بدأ باستبعاد كل مؤيدي اسرائيل عن ادارته ، تقوق ونجح اشعال ( الانا ) العالية فيه واقناعه بترشيح نفسه الذي غير حساباته سريعا وبدأ باختيار المقربين من اسرائيل ضمن ادارته فورا ، وقد نجحت اسرائيل في ايام فيما وقفت دول حليفة لامريكا عاجزة عنه بل ان الدولة
العميقة في امريكا ما زالت عاجزة حول كيفية التصرف معه في قضايا لا تعد وخارج التوقع .

هذا هو الفرق بيننا وبينهم نحن ننتظر الحدث وهم يصنعون الحدث ، نحن نمارس السياسة ضمن ( فن الممكن ) وهم يمارسون الفيزياء السياسية ضمن ( صناعة المستحيل ) ، والمشكلة الحقيقية ليس فيهم بل فينا ، جامدون نحن في مفاهيم الماضي ، عالقون في نمط لا يتغير ، يعتلي ملفاتنا غبار قديم لا يجاري العصر ، ارادة مفقودة باحداث نقلة نوعية في عملية شاملة لنقل عناصر القوة الي ( التخطيط الذكي ) حيث قوتنا في الكفاءة الفلسطينية المغيبة ، نقلة تتجنب التصادم الغير متوازن في الميدان ، وتفعل بالدهاء والخبث السياسي ما لا تستطيع ان تفعله الجيوش .

لكل مرحلة طريقتها ولكل زمان اسلوب عمله وان لم نجاري التغير في العالم ونحدث تغير شامل يقوم على مبدأ ( الاعتماد الكلي على النفس الفلسطينية ) لن نظل نراوح مكاننا فحسب بل دفعة من اصبع ستزلقنا الي وادي سحيق .

اللامبالاة امام الزلزال الكارثي الذي يضربنا سيفتك بنا اكثر من صواريخ امريكا التى تضربنا بها اسرائيل ، وهناك أربع طرق لإضاعة ما تبقي من الحلم الفلسطيني : فراغ وصراع وطني على عظام يلقيها الاحتلال ، اهمال نخبوي للشعب والابتعاد عن مشاكله ومتطلباته، وإساءة العمل من خلال تكرار الانماط التى تعثرنا فيها ، والعمل بالاعتماد انسياب الاحداث و على الاخرين وفقدان الايمان بالاعتماد على النفس من خلال جمع كل القوى والمواهب الفلسطينية وتحويلها لمفاعل نووي فيزيو-سياسي .

الحقيقة التى يهرب الجميع من مكاشفتها هي ( ان لا احد من حولنا او في العالم شايلنا من ارضنا ) لاننا نفعل ذلك بأنفسنا وننتظر ما تقذفه علينا بحور السياسية لنتلقف نصيبنا من بقايا مصالح الدول لا مصلحتنا .

ان كانت كل هذه الدماء والمعاناة التي يقاسيها شعبنا والاخطار التى تنتظرنا لا تدفعنا لمواجهة الاسئلة الصعبة وايجاد اجابات لها تنطلق من الاعتراف الذاتي باخطائنا ، فليكن القدير في عوننا على نكبات تزاوج نكبات لتلد كوارث .

الف طز في كل منّ يزرع العجز فينا .. 10 الالاف طز في كل منّ يستهتر بكل الالام شعبنا .. 100 الف طز في كل فاشل يبيعنا فشله غصباً .. مليون طز في كل الحمقي والحمير الذين ارهقوا عقولنا وظهورنا وسحقوا ماضينا واغرقوا حاضرنا بالدم والقوا بمستقبلنا للمجهول .

الظروف كذبة منّ يريد يفعل ، انهض بنفسك لا احد قادم لانقاذك .

مواضيع ذات صلة: