لم أقلْ ” إسرائيل ” في العنوان ،و انما ” ملّة صهيون ” ، لأنَّ هذه الملّة ، بتلموديتها واجتهادات حاخاماتها ، هي التي تُدير الكيان المُحتل فكراً وعملاً ،مواطناً ومجتمعاً ودولة عند العالم ،و كيان مُحتلْ ومغتصب عند الله والتاريخ ، والعرب والشعوب الحُرّة (للاستزادة عن معرفة تاريخ ودين ” ملّة صهيون ،راجع مقال بعنوان : الفاشيون لا يقدحون من رؤوسهم ، هذا ما يأمرهم به التلمود ، صحيفة الاخبار اللبنانية ، 5 تشرين الاول.
الجرائم البشعة التي ارتكبتها ” ملّة صهيون ” في غزّة و في لبنان ، هي تأكيد ” لماهية هذا المخلوق “، و اقصد ” ملّة صهيون ” و الذي لم ير العالم منه الاّ الفجور وأبشع .
لم اقلْ في العنوان جرائم التاريخ ، وانما اكتفيتُ بجرائم الأمس ،و لا اقصدُ ” صبرا و شاتيلا ” ولا المجاز والمقابر الجماعية التي ارتكبت بحق المدنيين من نساء و اطفال ومنذ عام 1936 و حتى تاريخ النكبة عام 1948 ( انظر جريدة هآرتس اليسارية ،و التي نشرت خبر وصور هذه المقابر في 21 يناير عام 2021) ، ولا غيرها التي ارتكبها الكيان المحتل في لبنان ( مجزرة قانا الاولى عام 1996، وقانا الثانية عام 2006 ,و صبرا وشاتيلا عام 1982 ، والقائمة تطول و تتعدى فلسطين ولبنان إلى كل العالم العربي ) ، اقصدُ باستخدام عبارة ” جرائم الامس ” ، جرائم حدثت في الأمس القريب ،في وطننا العربي وفي لبنان والعراق وسوريّة ،وسأعود على ذكرها والتوقف عندها .
الحديث او الكتابة عن ” ملّة آل صهيون ” ، و الهادفة إلى التفكير والتآمل بأمرهم و بتاريخهم و التدقيق بصحة ما حّلَ بهم (النازية ، والمحرقة ) ، أصبح أمرا ممنوعا في اوروبا . أمرٌ ممنوع وليس محذورا ، من يحاول التشكيك بعدد ضحايا النازية ، او بتفصيلات ما جرى على يد هتلر ، ” ومن تعاون معه على اصطياد اليهود الرافضين للصهيونية ولدولة اسرائيل ” يلاحق بتهم جنائية بقوة القانون . وبادرت فرنسا في تشريع قانون ( قانون كيسوت la loi de Gyssot ) ، بتاريخ 1990/7/13 ، و تبعتها دول اوروبية بتبني قوانين مشابهة .
اساتذة فرنسيون من جامعة باريس وجامعة ليون ،جُرّدوا من ألقابهم العلمية وعوقبوا وطردوا من عملهم الجامعي ،لأنهم اعدوا بحوثا تشكك في ارقام ضحايا الهولوكست ، وقصة الفيلسوف الفرنسي جارودي ،وآرائه عن الهولوكست وإسرائيل معروفة ، حيث تعرّض إلى شتى أنواع التنكيل و المطاردة القانونية ، و تمت محاكمته في فرنسا بسبب كتابه المشهور ” la Mythe d’ Israël ” أساطير إسرائيل ( للمزيد عن المؤلف راجع “غوغل” Roger Garaudy ) .
العبرة بذكر ما تقّدم ،و باختصار شديد ، هي ان الصهيونية الحاكمة في مقدرات الغرب جعلت من الهولوكست امراً مقدساً ،يمنع تناولها الاّ بالحسنى والمظلومية ..
لماذا ؟
لأنَّ الهولوكست الحقيقية التي شهدها التاريخ ، ليست هي التي صنعتها وسوقتّها و فرضتها الصهيونية ، ولمنع اكتشاف الحقيقية ،والتعرف على تفاصيلها ، وعلى الذين ساعدوا هتلر و تعاونوا معهم ، أُسدِل الستار بقوة القانون من الدولة ، وبالعنف والتهديد من العصابات الصهيونية ،على المشاهد والسرديات التي ألفّت رواية الهولوكست .
ما يجري في فلسطين و غزّة ولبنان ،من قوة لا إنسانية وقدرات غير بشرية في ارتكاب الجرائم ، يدعونا صراحة إلى التفكير ملياً في حوادث اخرى ، وقعت قبل سنوات في بلداننا العربية :
هل بقي شك يساور النفوس عن هوية الفاعل في جريمة تفجير مرفأ لبنان ،بتاريخ 2020/8/4 ؟
هل ما زلنا نشكُ ببراءة ” ملّة آل صهيون ” من جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري في عام 2005/2/14 ؟
الاستخدام المُتقن لتكنولوجيا الموت والغدر من قبل الكيان المحتل ،والذي شهدناه في تفخيخ وتفجير اجهزّة النقال وغيرها ، تكشفُ الغاز اغتيال الشهيد الحريري و تفجير مرفأ بيروت ، و ربما حتى تفجير طائرة الرئيس الإيراني رئيسي !
مَنْ سيكون خلف صناعة الإرهاب و افواج الارهابيين ،والذين انتشروا وقتلوا بإجرام لا يختلف عما فعله آل صهيون ،في العراق وفي سوريا وفي لبنان ،غير ملّة آل صهيون ؟ و اهدافهم معروفة ،لاتحتاج إلى الذكر والتذكير .
حتى العمليات الإرهابية التي جرت في بلدان اوروبية ، سّوقت باسم الإسلام والعرب ،بيَدَ ان فاعليها ليسوا الاّ تكفيريين ،تدربوا في معسكرات صهيونية أمريكية، والهدف هو الإساءة للإسلام وللعرب ،و تأليب الرأي العام العالمي ضد العرب و الإسلام .
ويحضرني ،ونحن ذكرنا جرائم الإرهاب في العراق ، ما ذُكِرَ في وسائل التواصل الاجتماعي،من قول نُسِب للسيد باسم القزويني ، جاء فيه: ” أعادت لنا صفقة شراء اجهزة “البيجر” في لبنان ذكريات مؤلمة ترتبط بصفقة شراء الأجهزة المزيفة لكشف المتفجرات في العراق عام 2007 ، وخسارة العراق لآلاف الاروح و ملايين الدولارات ..” .
مَنْ ياترى ستكون له مصلحة في ان تكون الأجهزة غير فاعلة ،و تسمح بمرور المفخخات والارهابيين بأسلحتهم ، غير الكيان المحتل وجماعاته وعصاباته المُسلحة ؟
جرائم الكيان المحتل في لبنان ايقظت دول العالم على خطر سلوكياته ،و عند كل حدث تكنولوجي كبير يحدث هنا وهناك ،ستدار الأعين نحو اسرائيل،وستكون المتهم رقم واحد .
والنتيجة لا أمان لمِنْ يتعامل او لا يتعامل مع اسرائيل ،بسلام او بدون سلام..