عصا موسى وشبشب فوزية – الجزء الثاني بقلم لؤي ديب

👈 توال دعم نتنياهو للشركات وتسريب التكنولوجيا لها وفي عام 1999 ادخلت 7 شركات للاقتصاد الصهيوني 1.8 مليار دولار مما فتح شهية المستثمرين اليهود على هذا القطاع والمشاركة في مشروع عصا موسي ووصل العدد في العام 2000 الي 53 شركة استطاعت ان تضخ في التحصيل الضريبي الصهيوني 3.8 مليار دولار ، ناهيك عما ضخته بشكل غير مباشر في الاقتصاد بشكل عام .

👈 واستمر دعم نتنياهو لتوسيع المشروع والذي كان دوما يتفاخر به في جلساته الخاصة ويقول ان نموذج التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص ليكون جيش رديف لاسرائيل الكبري وكان دائم التسريب للتكنولوجيا العسكرية الامريكية ولا يوجد رئيس امريكي لم يحتج لنتنياهو ويطالبه بالتوقف لكنه كان يكذب كعادته وينكر .

👈 بدأت شركات المشروع العملاقة تظهر بدءا من شركة IBM وظهر للعلن مجمع القدس للتقنية (Jerusalem Technology Park) ، ثم اطلق نتنياهو الحياة في مجموعة راد والتى كانت في بداية الثمانينات المؤتمن الفاشل على مشروع عصا موسي ودعم نتنياهو وبشكل غير مسبوق الاخوين يهودا وزوهار زيسابيل وراهن عليهم الي ان اصبحت راد بمثابة غول يجذب كل من لديه امكانية في المجال بل وخططت لتغير سوق التعليم في اسرائيل ليواكب الخطة وقادت الشركة في العام 2000 ما مجموعه 111 مبادرة في مجال التقنيات الفائقة و كنتيجة لتلك المبادرة زادت الشركات التي أطلقتها صناديق الاستثمار الإسرائيلية من 100 إلى 800 شركة،و ارتفعت عائدات تقنية المعلومات إلى 12.5 مليار دولار. و بحلول عام 1999 ، اي بعد عام من اعادة المشروع للحياة احتلت إسرائيل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في رأس المال الخاص المستثمر في التكنولوجيا الفائقة من اجمالي الناتج المحلي ، الى ان وصل المشروع للهيمنة التى هو عليها اليوم ولطالما كان طموح نتنياهو بالسيطرة الكلية على هذا القطاع حتى العام 2030 حيث ضخ الخبراء في الشركات العالمية بل وجذبها لاحقا لوادي السيلكون الصهيوني ، واحدث المشروع وما زال نتائج امنية واقتصادية وعسكرية واصبح مورد يعادل البترول بالنسبة لاسرائيل .

👈 في الوقت الذي كان مشروع عصا موسى يشق طريقه في كل زاوية في العالم ويدخل كل بيت ومعه ترتفع اسهم الموساد وتنهال عليه الطلبات للعون الامني بدأ نتنياهو يفتح خطوطه السياسية ليجعل من الشرق الاوسط سوقا استهلاكيا لمنتجات اسرائيل وبقعة جغرافية خاضعة للسيطرة الامنية التامة ، لكن تعثر فيما كان يؤمن به من خلال حاخامات سارة وسحرها حيث ما زال مقتنع بانه المساعد الخاص للمخلص ، وقد كررها لاكثر من عضو كونغرس امريكي وهم يؤمنون بذلك فعلاً .

🫵 لا احد يطالب العرب بمحاربة اسرائيل .. او منافستها على الاقل تقليدها ( او عدم تكرار مشروع شبشب فوزية او كارثة فوزية وهذا له حديث لاحق عندما يسمح الوقت بذلك ان كان في العمر بقية ) .. ومنّ يتعلم الدرس من حروب اليوم بالتأكيد سيكون الاقوي غداً ، لكن هذا يتطلب ارادة وتغير في سوق التعليم .. الخ واعتقد ان الوقت غير مناسب لهم فالعرب يقولون دوما من يخبر الغد اننا مشغلون في مصاعب اليوم .

👈 اذكر قبل السابع من اكتوبر بشهرين كتبت مقال كنت ادعو فيه لادخال الذكاء الصناعي ضمن مشروع المقاومة الفلسطينية الشاملة وضمن برنامج منظمة التحرير منعا للتزوير وطريق لاستخدام ادوات تحاكي العالم بلغته الجديدة وتستثمر ذكاء شبابنا فيه وقتها قال لي وفي لقاء شخصي مسؤول ما كبير كبير كبير ، بالحرف الواحد ( مالنا احنا وهذا الهبل ) وعجزت عن اقناعه واعذره لان عقله لم يكن مهيأ لاستيعاب ما اقول ، ثم حاولت الولوج لعقله وشرحت له مشروع عصا موسى وبدأ يستوعب ويهتم ووقتها ارتكبت خطأ عندما اخبرته بقصة شبشب فوزية وللعلم له علاقة بالتكنولوجيا الفائقة وكان مشروع ضخم ، فاخذ يضحك واتصل وانا جالس امامه بنظير له واخبره بالقصة امامي واستمر ضحكهم لعشر دقائق ، وبعد ان انتهي سألته ماذا بالنسبة لعصا موسى وقيام مشروع فلسطيني منافس واقترحت له اسم وقتها ( زهر كنعان ) اجابني سيبنا وخلينا في شبشب فوزية ! ، ومن وقتها صارت عندي عقدة من قصة شبشب فوزية . ( متأكد انني وبعد نشر المقال سوف اتلقي اتصال تأنيبي من دولة عربية فيه غضب لانني لمحت لشبشب فوزية ، وسوف اتلقي اتصالات اكثر تريد ان تعرف عن شبشب فوزية ولن تهتم بعصا موسى كالعادة كلهم قارى عليهم شيخ واحد )

👈 لا يتوقف الزمن ولكننا نجيد رمي التهم عليه ونحن نختنق باحلامنا المقتولة بداخلنا ، ندمر شبابنا .. يغار عواجيزنا من شبابنا ويفعلوا كل ممكن ليكونوا فشلة ومن يحالفه الحظ ويغادر يصبح رقم تتلقفه الدول ، ولا اعلم كيف سنواجه تحديات اليوم والغد بعقليات قديمة لا تريد ان تتعلم عن الجديد ولا تدرك انها بذلك على حافة الزمان والمكان وبدفعة اصبع ستهوي في وادٍ سحيق .

👈 يجب ان نتعلم ونأخذ العبر .. يجب ان ندرك انه اذا تجاوزت الابقار مرحلة الحلب دخلت مرحلة الذبح ، وحليب العرب ينضب وكم من رئيس وملك كان يُحلب وذبح بعد الانتهاء من حلبه ، متى ندرك ان الذئب متى انتهى من فريسته التى تقاومه بضعفها ، تصبح الفريسة التالية له الخراف التي تشاهد بصمت .

👈 نعيش في واقع يقول الناس فيه ان الوقت يمر ويقول الوقت ان الناس يمرون ، صدقوني لا احد في العالم العربي يستحق الحسد فالكل مثير للشفقة ، الامر يشبه بانهم يظنون انهم سماء تعكس لونها على الجميع ، وسيأتي يوم يكتشفون فيه انهم مجرد لون ازرق على طرف لوحة يختفي مع اول اطار للصورة .

👆 عالقون نحن بين عصا موسى وشبشب فوزية .

مواضيع ذات صلة: