طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي في الجرائم الخطيرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المسنين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكشف الأورومتوسطي في بيان له اليوم أنه وثق في حصيلة غير نهائية استشهاد 2122 مسناً من الذكور والإناث، خلال العدوان الإسرائيلي من إجمالي عدد المسنين في قطاع غزة البالغ عددهم 107 آلاف.
وقال المرصد: “إن الغالبية من هؤلاء المسنين قتلوا سحقاً تحت أنقاض منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها، بعدما قصفها الطيران الإسرائيلي أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، فيما الخطير أن العشرات منهم تم استهدافهم على نحو مباشر من خلال عمليات تصفية وإعدامات ميدانية”.
وأبرز الأورومتوسطي أنه وثق سابقاً عشرات الشهادات الصادمة عن تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية تعرض لها عشرات المسنين ممن تزيد أعمارهم على 60 عاماً في قطاع غزة، مؤكداً أن هذه الحالات ما هي إلاّ نموذج لعمليات إعدام وتصفية جسدية منهجية ومتعمدة يتعرض لها عشرات المسنين الفلسطينيين.
وحذر المرصد من أن المسنين باتوا أهدافاً مباشرة ومتعمدة لجيش الاحتلال، عدا عن كونهم يدفعون ثمناً باهظاً للهجمات العشوائية التي يرتكبها الاحتلال، وخاصة في قطاع غزة فإلى جانب استشهاد المئات منهم أصيب عدة آلاف بجروح يصعب التعافي منها، نظراً لأوضاعهم الصحية الهشة أساساً، إضافة إلى عدم توفر الرعاية الصحية الملائمة.
وأشار الأورومتوسطي إلى أنه تم توثيق قيام القوات الإسرائيلية باعتقال العشرات من المسنين الفلسطينيين، من الرجال والنساء، تزيد أعمارهم على 70 عاماً، وتعرضهم لعمليات تعذيب وتنكيل وحرمان من الحقوق الأساسية ودون أي مراعاة لحالتهم الصحية أو سنهم المتقدم، حيث حرموا من الحصول على العلاج، ما تسبب في استشهاد العديد منهم في المعتقلات الإسرائيلية.
وجدد المرصد الأورومتوسطي تحذيره بأن خطر الموت يهدد جدياً عشرات الآلاف من المسنين في قطاع غزة، بالنظر إلى أن 69 بالمئة من هؤلاء المسنين يعانون من أمراض مزمنة، وأغلبهم لم يتلق أي رعاية صحية، إضافة إلى الحصار التعسفي الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، ومنعه إدخال المستلزمات الطبية والغذاء الكافي، وحرمان الفلسطينيين من المواد الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء والنجاة.
وجدد المرصد دعوته إلى تشكيل ضغط دولي فوري على “إسرائيل” من أجل وقف جميع جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومساءلتها ومحاسبتها على جميع جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة، وضمان تعويض الضحايا الفلسطينيين.
كما دعا الأورومتوسطي إلى تدخل دولي أكثر فاعلية وحسماً من أجل رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن وكامل ومن دون أي عوائق، ووصول المساعدات إلى جميع الأشخاص المتضررين وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل.