أكد رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة في جنيف السفير الدكتور هيثم ابو سعيد أنه لم يكن من المتوقع تاريخيا أن يكون هناك قرار دولي، بحجم قرار “الجنائية الدولية” قبل أيام، خصوصاً أن من أقيم عليه هذا الأمر هو رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي ووزير الحرب يوآف غالانت، حيث كان الكثير يعتبر أن هكذا قرار لن يحصل ولو حتى في الأوهام.
وقال أبو سعيد في تصريح خاص لجريدة “الثورة”: برأينا حتى الشخص نفسه لم يكن يتوقع ذلك واعتبره نوع من أنواع الضغط بغية وقف حرب الإبادة الذي يقوم به بدعم مطلق، مباشر وواضح من الولايات المتحدة الأميركية التي ما أن صدر حكم المحكمة حتى بدأت تهديدها ضد القرار وضد المحكمة نفسها، متناسبة مواقفها السابقة حين صدر القرار بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وتابع:” من المؤكد أن اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لم يوقعان على اتفاقية روما، لكن هذا لا يعني أنها غير ملزمة بها بطريقة غير مباشرة، اولا وفي الأخلاقيات السياسية ومنهجيتها، لا يجوز أن يكون رئيس حكومة وهو مجرم حرب مطلوب من العدالة الدولية، وبالتالي هذا يوجب أن يستقيل من منصبه أو أن تطلب منه المحكمة المحلية وتحديدا المستشارة القانونية للحكومة ذلك، أما باقي الدول التي وقعت على الاتفاقية فهي ملزمة تطبيقه بالكامل ورأينا الردود السريعة الإيجابية في ذلك مما أثار غضب بعض من السياسيين الأميركيين والاسرائيليين وبدأ التهديد المباشر مما قد يلزم وضع هؤلاء على لائحة المطلوبين للتحقيق معهم حول خطاباتهم”.
وأوضح أبو سعيد “من الأهمية بمكان أن هذا القرار وضع المطلوبين للعدالة الدولية تحت لائحة المجرمين وكل من يتعامل معهم يطالهم التصنيف نفسه، فلا يجوز لقادة معتبرة أن تتعاطى او تجلس مع من أطلقت أعلى سلطة قضائية دولية صفة المجرم عليه”.
من جهة ثانية أوضح السفير أبو سعيد أن استهداف الجيش اللبناني مباشرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي وسقوط شهداء مه، فهذا “يدل على زيف ادعاءات المشروع الاسرائيلي القائل إن غريمه هو حزب الله والمشروع الإيراني”.
وقال:” لقد أثبت في وقت قصير أنه يراوغ في هذا الأمر ولا يعني ما يقول في تصريحاته العلنية، وهذا ايضا ينسحب على قصف مناطق في العاصمة بيروت دون أن يكون المستهدف مسؤول في حزب الله وانما تبين أن المشروع هو إلحاق الأذى في الحجر والبشر معا من المدنيين العزّل”.
وختم:” هنا لا بد على الاعلام أن ينشر على اوسع نطاق كل المعلومات المتعلقة بأكاذيب اسرائيل وخصوصاً تصريحات مسؤوليه حول المشروع الذي يعدونه للشرق الأوسط والدول العربية والإسلامية دون وجل أو خجل، مما يعني أن المشروع طويل لا يقتصر على إيران وانما استعمال اسم إيران في تصريحاتهم يُراد منها شدّ أزر الدول الغربية من أجل ابتزازها وتطويعها في مشروعهم.”