الأورومتوسطي: “إسرائيل” تعمل على تفريغ شمال قطاع غزة بالمجازر وقصف المشافي

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل منهجي وواسع النطاق على طرد الفلسطينيين وتهجيرهم قسرا من مناطق سكناهم شمالي قطاع غزة، تحت وطأة المجازر والقتل الجماعي وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء وتدمير مقومات الحياة المتهالكة أساسا.
ونقلت معا عن بيان للمرصد قوله إن المجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية تشير إلى أن مخطط تفريغ الأرض من سكانها وتدمير الوجود الفلسطيني يجري تطبيقه بسرعة غير مسبوقة، فيما يُعامل الأهالي الذين يرفضون أو لا يتمكنون من إخلاء منازلهم كإرهابيين، ويُواجهون بالقتل والاستهداف المباشر.
وجدد المرصد دعوته الأمم المتحدة إلى إعلان شمال القطاع منطقة منكوبة، بما يقتضيه ذلك من تدخلات فورية، وإلزام “إسرائيل” بوقف الإبادة الجماعية هناك، وحماية المدنيين، في ظل ارتكاب قواتها جرائم قتل جماعية وفردية منهجية وواسعة النطاق، وتجويع متعمد كامل، وتهجير قسري جماعي وتدمير كلي لما كان متبقيًا من مقومات الحياة، مشددًا على أن صم المجتمع الدولي آذانه وتعاجزه عن وقف ما يجري يجعله شريكًا في الإبادة الأكثر وحشية.
وأوضح أن قوات الاحتلال وسّعت من اعتداءاتها لتشمل مشروع بيت لاهيا إلى جانب مخيم جباليا شمالي القطاع، حيث ألقت طائرات الاحتلال صباح اليوم ال 22 من تشرين الأول الجاري منشورات تطالب سكان المشروع ، بمن في ذلك من هم في مراكز الإيواء والمستشفيات، بإخلائها قسرا، والتوجه إلى مستشفى “الإندونيسي” في جباليا.
وأضاف أن هناك حاجزا لقوات الاحتلال تقيمه في جباليا يمر به المغادرون قبل إجبارهم على ترك شمال غزة، كما حدث خلال اليومين الماضيين مع الآلاف الذين كانوا يتواجدون في مراكز الإيواء بمحيط مستشفى “الإندونيسي.”
وبين أن أمر التهجير القسري يشمل أيضا مستشفى “كمال عدوان” في مشروع بيت لاهيا الذي يستقبل أكبر عدد من ضحايا العدوان, مع العلم أن هذا المستشفى يواجه تحديات كبيرة في العمل بعد نفاد وحدات الدم والمستهلكات الطبية والقصف المتواصل في محيطه، إلى جانب استنزاف طاقة طواقمه الطبية بعد أن استقبلت على مدار 18 يومًا مئات الحالات من الشهداء والجرحى.
وأشار المرصد إلى أن قوات الاحتلال قصفت أغلبية مراكز الإيواء في مخيم جباليا وجباليا، مستهدفة النازحين فيها لإجبارهم على التهجير القسري، كما استهدفتهم خلال استجابتهم لذلك، وهو ما تكرر يوم أمس ، حين استهدفت مدارس “الفوقة”، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وأكد أن الاحتلال يفرص حصارا بالنار على مشروع بيت لاهيا، ويضيق الخناق عليه ويطالب سكانه والنازحين فيه بإخلائه، بعد أن لجأ إليه الكثير من سكان جباليا الرافضين لمغادرة المنطقة.
وشدد على أن قوات الاحتلال تعمل بشكل ممنهج على تدمير مقومات الحياة من خلال استهدافها وتدميرها للشوارع والمخابز وآبار المياه ومحطات المياه، والأراضي الزراعية التي أعيد زراعة جزء منها لتلبية احتياجات السكان بعد منعها إدخال أي خضروات في الأشهر الماضية.
وتحدث المرصد عن توثيقه استهداف الاحتلال ثلاثة مزارعين في منطقة الشيماء في بيت لاهيا عبر قصف متعمد نفذته طائرة مسيرة، ما أدى إلى استشهادهم ، وكان منهم مهندس زراعي أطلق قبل أشهر مبادرة زراعية في شمال قطاع غزة لمواجهة المجاعة التي ينفذها الكيان.
وأكد أن قوات الاحتلال دمرت وأحرقت مئات المنازل في شمال غزة، خاصة مخيم جباليا، خلال الـ 18 يومًا الماضية، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى قرابة ال 700 والجرحى إلى أكثر من ألف آخرين، في حين ما تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي مراكز الإيواء المستهدفة ويتعذر انتشالهم وإجلاؤهم نتيجة الحصار وفرض حظر التحرك تحت تهديد القتل من قبل الاحتلال.

مواضيع ذات صلة: