في قراءة لاستراتيجيةالحرب على الجبهة الجنوبية بقلم: الدكتور فريد جبور

قبل طوفان الاقصى كانت المعادلة الاسرائيلية- الاميركية في المنطقة تعتمد على وضع دول المنطقة وتجعل من اسرائيل دولة لها كلمة الفصل في شؤون هذه الدول ان بالعسكرة والقوة
وان بفرض التطبيع على هذه الدول تبعا لذلك وباستعمال الاقتصاد بجعله تابعا لمنطق العسكرة
ولم يدخل في الحسبان القوى الاخرى اي للمقاومات المسلحة
وعلى هذا الاساس ضرب طوفان الاقصى الاستراتيجية المذكورة من حيث لا يدري واضعاها
وكل ما جرى بعد ذلك من معارك على الجبهات المتعددة اكد لأسرائيل واميركا فشل استراتيجيتهما فسعيا لاعادة الحال الاسترتيجية السابقة الى سابق عهدها
ضف عليه الحلم الصهيوني
بأسرائيل الكبرى كما يزعم الصهاينة (ومنهم نتنياهو وحكومته المتطرفة)
ومن هذا المنطلق شنت اسرائيل حرب الابادة في غزة وتشن حربها الحالية على حدودها الشمالية
وتعلم اسرائيل واميركا ان لا امكانية من فرض استراتجيتهما الثابتة في نظرهما الا باستهداف المقاومات ونزع قوتها
بحجج عدة ومنها اجتثاث حماس من جذورها واسكات الصوت الفلسطيني المقاوم بكل اشكاله ووجوهه
والقضاء على المقاومة في لبنان بشتى الطرق والوسائل كما واسكات كل جبهات المقاومة الاخرى اينما كانت
وللوصول الى هذا الهدف لا بد من الفصل بين جبهات المقاومة والاستفراد باحداها بعد الاخرى
وعلى هذا الاساس تعاملت اسرائيل واميركا منذ البدء في حربهما على اعتبار كل جبهة مقاومة منفصلة عن الاخرى
ولكنهما ما رأياه في خططتهما النظرية لم يتحقق على ارض الواقع
وظلت جبهات المقاومة تتساند بالكلمة والنار
وفي هذا الاطار بعد ان دمرت الحرب غزة وضربت الضفة الغربية كحلقة منفردة ركزت عليها
تراها الان تنتقل الى حلقة جديدة وتستفرد جبهة المقاومة في لبنان بشكل اساسي ومركزي لفصلها عن باقي الجبهات ولا سيما عن الجبهة في فلسطين
وعلى هذا الاساس يمكن فهم كل الاعمال الوحشية التي قامت وتقوم بها اسرائيل واميركا من ورائها في لبنان
ولكن ما لم يفهمه الدولتان المذكورتان هو ان جبهة لبنان لا قيود ممكن ان تفرضها عليها اسرائيل ومن وراءها كون هذه المقاومة لا تخضع لمنطق الدول وبالتالي لا يمكن ادخالها في منطق الدول التي وضعت الاسترتيجية الانفة الذكر على اساسها
كما ليس من السهل اسكاتها لا بل ان اسكاتها او فصلها عن مساندة جبهة غزة مستحيل والتعامل معها كجبهة مستقلة خطأ استراتيجي فاضح
ولذلك
لن تقف الحرب ما لم تعيد اميركا واسرائيل النظر في استراتجيتهما الاساس
وتقبلان بان وجود التيار المقاوم في الشرق الاوسط
لا يمكن اسكاته بالسلاح والنار وهو متجزر بروح نضالية وعقائدية لا تتزحزح
ولديه من القوة خارج الدول ما يثبٌت اقدامه اكثر فاكثر
وبالنتيجة
الحرب مستمرة لوقت طويل بوتيرة متصاعدة دون افق معروف حتى الان
والذي ينهيها هو سير ومصير الميدان وحده الذي يفرض معادلة جديدة واستراتيجية ميدان جديدة ومصالح جديدة

مواضيع ذات صلة: