الحرب العدوانية على قطاع غزة وجّهت ضربة قوية لـ “إسرائيل”، واستمرار العمليات العسكرية ومظاهر الإبادة في وتيرتها الحالية، عامل مدمر بالنسبة للكيان الذي يتهاوى بفعل الفشل والاستنزاف العسكري والمالي على جبهات الشمال وفي فلسطين المحتلة.
الحرب على غزة، والقتال مع حزب الله في لبنان، أدّيا إلى ارتفاع الإنفاق الحربي الإسرائيلي والعجز المالي لـ”إسرائيل”، وتراجع قطاعات مثل البناء والزراعة والسياحة، ضمن تداعيات الحرب المتواصلة، ناهيك عن زرع بذور الكراهية في المنطقة جراء أفعال الكيان الدموية في قطاع غزة.
رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، ديفيد هيرست، شدد على أن الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة “تزرع بذور الكراهية في كافة أرجاء المنطقة وتخلق الأعداء في كل الأطراف.”
وقال هيرست في مقال عبر الموقع البريطاني ذاته، إن “نتنياهو كان محقاً في القول إن إسرائيل مكروهة في الجانب الشرقي من وادي الأردن”، وذلك في أعقاب “عملية الكرامة” التي نفذها الشهيد الأردني ماهر الجازي وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.
وأضاف أن “الأردن الذي ظل هادئا إزاء القضية الفلسطينية لخمسين عاماً قد تغير ولم يعد هادئاً”، موضحاً أن الاحتفالات الشعبية التي انطلقت في الأردن بعد العملية أثبتت أن جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية المحتلة تسبب في غليان الشعوب المجاورة لفلسطين.”
وقال هيرست “إذا كان في ذلك إقرار بأن رفض نتنياهو إنهاء حملة الإبادة الجماعية التي تشن في غزة يجعل “إسرائيل” غير آمنة، فإنه إقرار جاء متأخراً، إلا أن نتنياهو كان محقاً في القول إن إسرائيل مكروهة في الجانب الشرقي من وادي الأردن.”
وتابع: “إنما زرعت بذور الكراهية بسبب حملة الإبادة الجماعية العسكرية التي تشنها إسرائيل في غزة وبسبب الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وها هو الأردن الذي ظل هادئاً إزاء القضية الفلسطينية لخمسين عاماً قد تغير ولم يعد هادئاً.”
وأوضح هيرست: “يصعب على المرء تجنب استنتاج أن حكوماتنا تهتم فقط بآخر صورة مرئية في السلسلة الدولية التي تبدأ هنا، ويصعب التمييز بين المستوطنين والجنود الذين يقومون في أحد الأيام بالتضييق على المزارعين الفلسطينيين، ثم يصورون في اليوم التالي وهم يطلقون النار عليهم.”
وأكد هيرست: “الأصعب من ذلك هو رسم خط فاصل بين المستوطنات والنقاط المتقدمة وبين ما كان ذات مرة يطلق عليه بولع، وإن كان خطأ، مصطلح “إسرائيل الحقيقية.”
وبين أن: “هذا أمر مهم، أو ينبغي أن يكون مهماً، بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، أو بالنسبة لأي بلد أوروبي يزعم أنه يدعم إقامة دولة فلسطينية، لأنه هنا، على ثلثي الأرض في الضفة الغربية، يتم دفن قضية تقرير المصير الفلسطيني، كما يعلم جيداً سموتريتش.”
وأشار هيرست إلى أن كل مصادرة لكل دونم من الأرض تعتبر عملاً حربياً في هذه المعركة، وهي المعركة الوحيدة التي تهم، وهي حرب تشنها “إسرائيل” بأسرها، ويشارك فيها المجتمع الصهيوني حول العالم بأسره.
وختم: “لا يوجد حق لـ “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها عندما تكون هي نفسها في حالة مستمرة من الهجوم، وبصمت، لا عجب إذن أن تكون إسرائيل هي التي تولد وتغذي كراهية جيرانها لها، وهي كراهية تستحقها، وهي كراهية مغموطة.”