بقلم: ماجدة الحاج
في ذروة تهديدات ” اسرائيل” عالية السّقف تجاه لبنان، وبُعَيد ايام على عدوانها واسع النطاق على مدينة مصياف ومناطق اخرى في سورية ليل الأحد – الإثنين الماضي، تحدّثت معطيات ميدانيّة سوريّة، عن تحرّك وحدات عسكريّة روسيّة كبيرة باتجاه تلال مشرفة على الجولان والقنيطرة، ولفتت الى “انّ الرّسالة الناريّة الإسرائيلية لم تكن بعيدة عن قاعدة حميميم الروسية”.. هذا في وقت اعلن رئيس وزراء الكيان “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو، انه “اصدر تعليمات للجيش بالإستعداد لغيير الوضع في الشمال”، بعد إعلان رئيس اركان جيشه ” انّ الجيش الاسرائيلي يستعدّ لخطوات هجوميّة داخل الأراضي اللبنانية”، فيما ذكرت صحيفة معاريف” العبريّة، ” انّ الجيش سينتقل الى تكثيف المواجهات وتنفيذ العملية في،”لبنان خلال وقت قصير جدا بمجرّد تلقّيه الضّوء الاخضر من المستوى السياسي قبل ان تصوّب ” يديعوت احرونوت” على ” انّ اليوم الذي سينفّذ فيه الجيش هجوما واسع النطاق في لبنان، بات قريبا جدا”!
“فهل تصبّ هذه التهديدات في سياق التهويل الإعلامي الذي دأبت عليه “اسرائيل” منذ فتح جبهة الإسناد اللبنانية؟ ام انها مختلفة هذه المرّة وعلى لبنان اخذها على محمل الجدّ؟ طالما انّ الأمر بيد شخص كنتنياهو مع الرؤوس المتطرّفة المتهوّرة ايضا من حوله؟ خصوصا بعد الزيارة اللافتة لقائد القيادة المركزية للجيش الأميركي مايكل كوريلا الى مقرّ القيادة الشمالية للجيش “الاسرائيلي” في صفد اوّل امس الأحد، والتي تلاها سريعا بُعيد ساعات، العدوان “الاسرائيلي” الكبير على سورية، الذي رٌسمت حوله علامات استفهام إزاء حجمه وتوقيته، وحيث ادرجته وسائل اعلام عبريّة –تحديدا صحيفة “يديعوت احرونوت”، في سياق الإستعداد لحملة كبيرة على لبنان”!
صحيفة الأخبار اللبنانية، ذكرت اليوم ” انّ اسرائيل تخطّط لعملية عسكرية برّية تدخل من خلالها الى مناطق في الجنوب والجنوب الغربي لسورية، لتتقدّم شرقا باتجاه عمق لبنان بغية قطع الطريق بين البقاع والجنوب”. ولفتت –نقلا عن مصادر موثوقة، الى ” انّ العدوّ سيستغلّ اي تقدم له داخل الاراضي السوريّة لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة الى الجيش السوري، وسيحفّز قوى المعارضة السوريّة في الجنوب والشمال، على شنّ هجمات ضدّ الجيش في اكثر من منطقة”.
فيما تحدّثت معلومات صحفيّة لبنانية عن قرار أممي يخصّ لبنان، يفرض نشر قوات من الجيش اللبناني الى جانب “اليونيفيل” شمال الليطاني، يُفترَض ان يصدر مباشرة بعد العملية العسكرية “الإسرائيلية”.. تحت الفصل السابع!
عمليّة عسكريّة برّية تهدّد “اسرائيل” بشنّها ضدّ لبنان، وقائد قوّاتها البريّة قدّم استقالته! وجيشها لم يستطع حتى الآن بعد 11 شهرا، من حسم ميدان قطاع صغير كغزّة مع ثلّة من المقاومين ادهشوه بكمائنهم وضرباتهم من المسافة صفر.. كيف لجيش مُنهَك لم يعتد الحروب الطويلة منذ تاريخ نشأة الكيان، ان ينتقل سريعا الى حرب مع عدوّ “شرس” له كحزب الله يضمّ 100 آلف مقاتل؟ وتدرك “اسرائيل” قبل غيرها، انّ الحزب ينتظر ان تقدم الى غزو برّي لجنوب لبنان واستدراج قواتها الى ملعبه..
ومن يضمن لها انّ الحزب سيسمح لها بعمليّة عسكرية خاطفة كما تدعي، تستمرّ لبضع ايّام؟ سبق وان ردّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله على إمكانية تنفيذ “اسرائيل” لهذا السيناريو، عبر اعلانه انّ ايّ عملية عسكرية “اسرائيلية” مهما كانت محدودة، سيعتبرها الحزب اعلان حرب.. فمن يضمن لإسرائيل الا “تذهب الأمور حينها الى حرب شاملة؟ هكذا حرب يستحيل ان تخوضها “إسرائيل دون دعم عسكري اميركي مباشر، هل من مصلحة الإدارة الأميركية ساعتئذ التورّط بهذه الحرب وتحقيق مآرب نتنياهو في توريطها؟ خصوصا مع بدء العدّ العكسي لانطلاق الإنتخابات الرئاسية الأميركية؟ والتي ستصبّ حتما في مصلحة دونالد ترامب؟
لعلّ المحلّل الصحافي الاميركي الشهير توماس فريدمان، اصاب بتحليله وتوقعاته في مقال له بصحيفة ” نيويورك تايمز”، حيث تحدّث عن “الاعيب نتنياهو البهلوانيّة لهزيمة كامالا هاريس وعودة دونالد ترامب”، داعيا هاريس الى ان تقلق وتحذر مما قد يقوم به نتنياهو خلال الشهرَين المقبلَين، والذي قد يهدّد فُرَص انتخابها ويعزّز من فُرَص ترامب.
وعليه، قد يذهب نتنياهو في تصعيده الى الحدّ الأقصى.. عضو “الكنيست” نيسيم فاتوري، قال “إنها مسألة ايام قبل ان تبدو ضاحية بيروت كغزّة”.. ولفت الى انّ خطّة الحرب ستبدأ بضربة استباقية كبرى”، مضيفا “انّ هذه الخطة ستستمرّ لمدّة 4 الى 5 ايام على الأقلّ، يليها غزو برّي”.. لكن،، لحزب الله، رأيٌ آخر!
فأيّ هجوم برّي على لبنان، سيكون فرصة مقاتلي الحزب بهذه “المنازلة وتكفي رسالة السيّد نصرالله التي مرّرها للقادة “الاسرائيليين” من مغبّة المغامرة،”بعملية بريّة في لبنان وقوله” إذا جاءت دباباتكم الى لبنان، لن تبقى لكم دبابات لتدرك “اسرائيل” مسبقا اي نتائج كارثيّة في عديد قواتها وعتادها ستكون بانتظارها! اما رهانها على “تفوّقها ” الجوّي.. فلربما خبأ حزبُ الله اكبر مفاجآته الى حين..
ومضافا الى ترسانته الصاروخية الضخمة، ردّدت معلومات مرّة اخرى، -دون تأكيد او نفي، حصول حزب الله على صواريخ روسيّة متطوّرة في حال انزلاق الامور الى حرب شاملة، في وقت بات لدى اجهزة الإستخبارات الروسيّة معلومات عن حراك عسكري وامني بريطاني في لبنان، يتجاوز ايضا مساعدة اسرائيل” في حال توسُّع حدود المواجهة، إضافة الى دور القاعدتَين العسكريَتَين” البريطانيّتَين في قبرص بالحرب المرتقبة، الى قرار بمواجهة روسيا في سورية!
هذا قبل ان يكشف موقع “بزنس انسايدر” امس، حصول الحزب على سلاح ايراني “قادر على شلّ اسرائيل”-بحسب وصفه، والذي يُعرَف باسم سلاح النّبضة الكهرومغناطيسيّة، وهذا السلاح وفق ما ذكره الموقع، قادر ان يدمّر كل انظمة الإتصالات في “اسرائيل” بما في ذلك البنية التحتيّة الكهربائية، وبالتالي توقّف كل الأنظمة الإلكترونيّة التي تعتمد عليها “اسرائيل” في تنسيق راداراتها وطائراتها وقوّاتها، مشيرا الى انّ كل الحشود والاساطيل الاميركية والغربية، في شرقي البحر المتوسط التي ستكون جاهزة لمؤازرة اسرائيل في الحرب لن تكون بمنأى عن ضربات اسلحة الحزب الفتّاكة.
وماذا عن المفاجآت التي تختزنها انفاق الحزب؟، وحيث من المرجّح ان يكشف عن منشأة اخرى في المدى المنظور على غرار “عماد 4” -وفق اشارة خبير عسكري لبناني، لم يستبعد ايضا اقتراب مفاجأة “جوّية” من العيار الثقيل في سماء احدى دُوَل المحور.. مرجحاً سورية.