محور فيلاديلفيا وعدم الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي، كما صادق الكابينت المصغر في 30 اب على بقاء قوات الجيش الاسرائيلي في فيلاديلفيا وان يتضمن ذلك في اي اتفاق يشمل تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار.
تبقى هذه المنطقة الاستراتيجية نقطة محورية في الحرب المستمرة بين إسرائيل وغزة، حيث أصبحت السيطرة على محور فيلادلفيا قضية مثيرة للجدل والسعي لتحقيق الاستقرار الإقليمي، خصوصا وأن سيطرة إسرائيل على هذا المحور سيكون بمثابة أسوار السجن المفتوح في غزة، وهو ما سيدفع سكان القطاع للهجرة الطوعية خارجه.
ان سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا يتطلب توقيع بروتوكول ملحق باتفاقية كامب دايفيد مماثل للذي تم اقراره عام 2005، بعد انسحاب إسرائيل الأحادي من قطاع غزة، كما إن انتقال إدارة الجانب الفلسطيني من هذا الشريط الحدودي إلى إسرائيل يعني السيطرة على معبر رفح الحدودي الذي يعد حالياً المنفذ الوحيد لقطاع غزة، والذي يقع خارج سيطرة إسرائيل بموجب اتفاقية المعابر، وهو ما قد يضيق الخناق والحصار أكثر على سكان غزة.
تدرك المقاومة الفلسطينية والسلطات المصرية القصد الاسرائيلي من السيطرة على محور فيلاديلفيا، والذي ربما يكون لأسباب يعود للشؤون الداخلية الاسرائيلية ومرتبطة بنتنياهو، او ربما لقصد التهجير وزيادة الحصار على قطاع غزة، وكأن الاسرائيلي لم يتعلم من تجربة السابع من اكتوبر ومعركة طوفان الاقصى التي أحد اهدافها فك الحصار عن قطاع غزة.
ان رفض المقاومة الفلسطينية والجانب المصري سيطرة اسرائيل على محور فيلاديلفيا، يعني انه لا تعديل على البروتوكولات والاتفاقيات الموقعة سابقا حول محور فيلاديليفيا، وان الكلمة ستكون للميدان سواء كان من الجانب المصري او من الجانب الفلسطيني.
ومن هنا يتطلب على الجانب الفلسطيني الإسراع بتنفيذ مخرجات إعلان بكين، وعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت والموحد، لوضع استراتيجية وطنية شاملة، تتعلق بإنهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وقطع الطريق امام مخططات «اليوم التالي» عبر تشكيل حكومة وفاق وطني تدير شؤون قطاع غزة بما في ذلك محور فيلاديلفيا، وقطع الطريق ايضا امام الذرائع الاسرائيلية التي تتحجج بها والمتعلقة في محور فيلاديلفيا الذي أصبح عائقا الان امام انهاء المفاوضات، والتي ترغب بمواصلة عدوانها على قطاع غزة، وتخلق الحجج والمعرقلات للإستمرار في عدوانها.