استهداف المدارس ومؤسسات التعليم العالي والطلبة والمعلمين كجزء من أهداف جريمة اإلبادة الجماعية على قطاع غزة

استهداف المدارس ومؤسسات التعليم العالي والطلبة والمعلمين كجزء من أهداف جريمة اإلبادة الجماعية على قطاع غزة

حرمان ما ال يقل عن 620 ألف طالب من حقهم في التعليم على مدار عام دراسي كامل
غزة – مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان أصدرت، اليوم الأحد الموافق 23 يونيو 2024، ورقة حقائق حول “استهداف المدارس ومؤسسات التعليم العالي والطلبة والمعلمين كجزء من أهداف جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة” ويأتي إصدار ونشر هذه الورقة كجزء من أنشطة المؤسسة الهادفة إلى رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة .

هدفت هذه الورقة إلى تسليط الضوء على انتهاكات قوات الاحتلال من خلال استهداف المدارس ومؤسسات التعليم العالي والطلبة والمعلمين كجزء من أهداف جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة , وعرضت الورقة جملة من الحقائق، على رأسها تدمير أكثر من 80 % من المدارس والمؤسسات التعليمية واستشهاد عدد 6834 من طلاب المدارس وجرح أكثر من 11157 و552 طالب جامعي وجرح أكثر من 1137 جامعي، فيما استشهد عدد 334 من الكوادر التعليمية للمدارس و95 أكاديمي جامعي وجرح أكثر من 1060 أكاديمي. كما بينت الورقة إن الأضرار التي لحقت بنحو 80% من مدارس قطاع غزّة ينطوي على تأثيرات على المدى الطويل ويخدم الأهداف الإسرائيلية البعيدة المدى “التجهيل وجعل غزة منطقة غير صالحة للعيش ودفع سكانها نحو الهجرة، عبر تدمير البنية التحتية والتعليمية والصحية وكل مقومات الحياة ويتضح من خلال التدمير الكبير للجامعات والمدارس الفلسطينية في قطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي لديه سياسة ممنهجة في استهداف مراكز التعليم في القطاع، بهدف التجهيل وإنهاء وجود أي مكان للدراسة حتى بعد انتهاء الحرب.

بناء على ذلك أوصت الورقة بضرورة تحمل المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية مسؤولياته، والتدخل الفوري والعاجل، لوقف العدوان وجريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة ووقف استهداف المدارس المؤسسات التعليمية وطالبت المقرر الخاص المعني بالحق في التعليم إلى توفير الحماية للمؤسسات التعليمية في غزة كذلك مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق فوري حول الاعتداء على المدارس والجامعات وتدميرها وارتكبه المجازر بحق الشعب الفلسطيني.

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان – غزة
مقدمة
منذ 7 أكتوبر 2024 تشن قوات االحتالل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت االالف من الضحايا معظمهم أطفال ونساء ودمارا
هائال بالبنية التحتية وكارثة إنسانية ، هذه الحرب التي وصفتها معظم دول العالم و أجسام األمم المتحدة والمنظمات الدولية بأنها
جريمة إبادة جماعية يشنها االحتالل اإلسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة دمر فيها البنية التحتية لقطاع غزة ،
وكان واضحا سلطات االحتالل اإلسرائيلي مارست سياسة االنتقام من المدنيين واالعيان المدنية في قطاع غزة بشكل كبير، ً أن

ً للقوانين الدولية ومواثيق حقوق اإلنسان، حيث
ً صارخا

ً دما ارً األمر الذي مث استهدف ّل انتهاكا
لحقا
ُ
العدوان المدنيين الفلسطينيين م
واسعا ية التحتية للعملية ً بالسكان المدنيين وممتلكاتهم وبالمنشآت والم ارفق الحيوية األساسية في القطاع. وقد طال هذا العدوان البن
ً
ً من الدمار في البيئة التعليمية بما يسبب مزيدا
ً مزيدا
التعليمية برمتها كالمدارس ومؤسسات التعليم العالي والطلبة والمعلمين محدثا
من التدهور في واقع المنظومة التعليمية، في انتهاك خطير ألحكام القانون الدولي الذي يكفل الحق في التعليم في جميع األوقات،
والظروف ويحظر تماما . ً المس بالمدنيين أو باألهداف المدنية
خالل هذه الورقة تسلط الضوء على حقائق استهداف االحتالل المدارس ومؤسسات التعليم العالي والطلبة والمعلمين في قطاع
غزة خالل الحرب اإلبادة الجماعية حتى تاريخ اصدار هذه الورقة في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي اإلنساني.
استهداف المؤسسات التعليمية خالل حرب اإلبادة الجماعية على قطاع غزة.

لم يترك االحتالل اإلسرائيلي خالل عدوانه المستمرة على قطاع غزة، مدرسة أو جامعة أو مركز تعليمي إال واستهدفها بالقذائف أو
نسف مبانيها بالمتفج ارت، أو قصفها جوا . ً عبر الطائ ارت الحربية
في غّز 550 نحو يوجد ة
ّ

مبنى مدرسيا 796 مدرسة منها 442 مدرسة حكومية و 284 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل ،ً يضم

الالجئين الفلسطينيين ”األونروا“، و70 مدرسة خاصة، ى القصف العشوائي والممنهج حتى نهاية

ّ
أد مايو الماضي إلى تدمير 62

1 مبنى بالكامل، وتعرضت 119 مدرسة حكومية ألضرار بالغة في غزة

، 126 مدرسة حكومية تعرضت للقصف والتخريب إلى

جانب 65 مدرسة تتبع وكالة األونرو ا تعرضت للقصف والتخريب.
ويبلغ عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في غزة 19 مؤسسة، تعرضت جميعها ألضرار بالغة في غزة. وتدمير أكثر من
31 مبنى تابعا للجامعات بشكل كامل وتدمير 55 مبنى تابعا للجامعات بشكل جزئي.
فيما استشهد عدد 6834 من طالب المدارس وجرح أكثر من 11157 و 552 طالب جامعي وجرح أكثر من 1137 جامعي، وقد
استشهد عدد 334 من الكوادر التعليمية للمدارس و95 أكاديمي جامعي وجرح أكثر من 1060 أكاديمي.

1
احصائيات صادرة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الصادرة بتاريخ 05 يونيو 2024 عن االنتهاكات المرتكبة منذ السابع من أكتوبر حتى تاريخ 4 يونيو .2024

مـؤسسـة الـضمـيـر لـحـقوق اإلنـسـان
AL-DAMEER ASSOCIATION FOR HUMAN RIGHTS

P.O.Box: 5045. Tel: 08-2826660. Fax:08-282863654. Mobile: 059 9418267

info@aldameer.org . www.aldameer.org

هذا وأوضحت اإلحصائية أ ن 88 ألف طالب وطالبة محرمون من الذهاب إلى جامعاتهم و620 ألف طالب محرومون من الذهاب
إلى مدارسهم ويعاني معظم الطلبة من صدمات نفسية ويواجهون ظروفا صحية صعبة.
2

فيما أعلن المكتب االعالم الحكومي بتاريخ 06 يونيو 2024 عن تدمير )110( مدارس وجامعات دمرها االحتالل بشكل كلي
)319( مدرسة وجامعة دمرها االحتالل بشكل جزئي.
وفي بيان للمكتب االعالم الحكومي أوضح ان “عدد مدارس األونروا المخصصة كمراكز إيواء واستهدفها االحتالل بالقصف يزيد
عن 150 مدرسة تتبع وكالة األونروا.
منذ بدء العملية العسكرية في غزة تم تدمير 179 منشأة تابعة لألونروا تدميرا كامال أو جزئيا، كما تعرضنا لحوالي 370 هجمة
3 من الجيش اإلسرائيلي وتم قتل 192 تقريبا من موظفي األونروا و470 من النازحين داخل مراكز اإليواء التابعة للوكالة.

و قال مفوض األونروا فيليب الزاريني، على منصة إكس إلى استهداف أكثر من 180 مبنى تابعا للوكالة، واستشهاد أكثر من 450
ا نتيجة لذلك منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين األول الماضي
ً
نازح .
وتقول “أونروا” إن 151 من موظفيها، استشهدوا منذ اندالع الحرب، ويقيم 1.9 مليون نازح إما داخل 154 مركز إيواء يتبع
لألونروا، أو قربها، وغالبيتها مدارس.
وعليه فقد رت
ّ

ًر بنحو %80 ة، بحسب تقييم أجرته مج
من المدارس الموجودة في قطاع غّز موعة دم سلطات االحتالل وألحقت أض ار ا

عّلقة بذلك مستقبل نحو
ُ

التعليم في األ ارضي الفلسطينية المحتلة التابعة لألمم المتحدة. م 625 ألف تلميذ من سكان القطاع، وكذلك
مستقبل جيل سيولد بعدهم.
ّن المعطيات
بي
ُ
أن شمال غّز ، ذلك أن جميع ة هي أكثر المحافظات تضر ارً ت والمعلومات الواردة لمؤسسة الضمير لحقوق االنسان

ً أن النسبة األكبر منها، أي نحو

مبانيها المدرسية البالغ عددها 94 ضت لضرر ما، علما

ّ
مبنى تعر %80 ضت لقصف مباشر

ّ
، تعر

أو ألضرار جسيمة.

ر
ّ
بمحافظة شمال غّزة. فقد تضر
ّ
الضرر فيها عن ذلك الذي حل
ّ

مبنى مدرسيا 210 ً تليها محافظة غّز 206 من أصل ة التي ال يقل

ً أنها %76 ضت لقصف مباشر أو ألض ارر جسيمة.

مباني موجودة فيها، علما

ّ
من هذه المباني تعر

ً أما في دير البلح، فإن %73 من المباني المدرسية، أي ما مجموعه 51 أن
ّض ألحد أشكال األض ارر، علما
مبنى تعر %33 من

هذه المباني تعر ض ّضت لقصف مباشر أو ألض ارر جسيمة. وفي خان يونس، تع
ّ

ً أن
ر %59 من المباني المدرسية لضرٍر ما، علما

ّ %46 ض الستهداف مباشر وألض ارر جسيمة.
من المباني المدرسية في المحافظة تعر
اما المدارس في رفح طالت األضرار %38 من مبانيها الدراسية. لكن %30 من مجمل المباني الموجودة فيها والبالغ عددها 66
ّضت الستهداف مبا
مبنى تعر شر أو لضرر جسيم يجعلها خارج الخدمة.

2
مرجع سابق صادر عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية
المتحدث باسم وكالة األونروا في غزة عدنان أبو حسنة – في مداخلة لقناة القاهرة اإلخبارية يوم الجمعة 7 يونيو 2024 3

مـؤسسـة الـضمـيـر لـحـقوق اإلنـسـان
AL-DAMEER ASSOCIATION FOR HUMAN RIGHTS

P.O.Box: 5045. Tel: 08-2826660. Fax:08-282863654. Mobile: 059 9418267

info@aldameer.org . www.aldameer.org
نحو %55 رة هي مباني حكومية، تليها مباني األونروا بنسبة
من المباني المدرسية المتضر %32 مدارس ّ
ّ
المباني التي تضم
ّ
، ومن ثم

ّصة بنسبة
خا .%13
ووفقا صندوق النقد الدولي، فإن خسائر قطاع التعليم -بسبب الهدم والتدمير- تفوق 720 مليون دوالر ج ارء تضرر %80 من
المدارس والجامعات .

ً عن مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية )األونكتاد (
4 وتشير الضمير إلى ما ورد في تقرير صادر حديثا

عن حاجة قطاع غّز ة إلى
ً ليعود اقتصاده إلى المستوى الذي كان عليه قبل العدوان يات كبيرة من
68 عاما

ّ
ّفت الحرب اآلن، وض ّخت كم

، وذلك في حال توق

ّل نموه في فترة الحصار. ما يعني أن العودة إلى الظروف البائسة باألساس سوف

المساعدات، وعاد اقتصاد القطاع إلى معد

ً غير قابل لل

يستهلك جهد جيلين مقبلين على األقل، وسيكون قطاع غّز عيش، وهو ما تسعى إليه سلطات ة في هذه الفترة بالفعل مكانا
اال الظروف المتاحة للتطهير العرقي.

ّ
عبر خلق كل
ال شك أن األضرار التي لحقت بنحو %80 من مدارس قطاع غّزة ينطوي على تأثي ارت على المدى الطويل ويخدم األهداف
اإلسرائيلية البعيدة المدى “التجهيل وجعل غزة منطقة غير صالحة للعيش ودفع سكانها نحو الهجرة، عبر تدمير البنية التحتية
والتعليمية والصحية وكل مقومات الحياة.”
يتضح من خالل التدمير الكبير للجامعات والمدارس الفلسطينية في قطاع غزة، أن االحتالل اإلسرائيلي لديه سياسة ممنهجة في
استهداف مراكز التعليم في القطاع، بهدف التجهيل وإنهاء وجود أي مكان للدراسة حتى بعد انتهاء الحرب .

ً على تحويل جامعات كثيرة في قطاع غزة إلى ثكنات عسكرية وأماكن للتحقيق، ثم تدميرها بعد

كما عمل الجيش اإلس ارئيلي أيضا

ّقتها م اركز حقوقية
الخروج منها، وفقا . ً لتأكيدات حصل عليها ”درج“ من شهود عيان، ووث
جدول يوضح اعداد الشهداء والجرحى )الطالب / المعلمين(

# شهداء جرحي
الطالب 6834 11157
المعلمين 334 1060

استهداف المؤسسات التعليمية من منظور القانون الدولي اإلنساني

اهتم القانون الدولي اإلنساني بحماية االعيان المدنية التي يتوجب على األط ارف المتحاربة بذل الجهود للتعرف عليها واتخاذ كافة
التدابير الالزمة لمنع استهدافها عند شن أي هجمات عسكرية ، وان استهداف أماكن العبادة والمؤسسات التعليمية والخيرية يمثل
خرقا ألحكام المادة 27 من الئحة الحرب البرية )الهاي( لعام 1907 التي نصت على )في حاالت الحصار أو القصف يجب
اتخاذ كافة التدابير الالزمة لتفادي الهجوم، قدر المستطاع، على المباني المخصصة للعبادة والفنون والعلوم واألعمال الخيرية
واآلثار التاريخية والمستشفيات والمواقع التي يتم فيها جمع المرضى والجرحى، شريطة أال تستخدم في الظروف السائدة آنذاك
4
تقرير صادر حديثا )األونكتاد( ً عن مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية

مـؤسسـة الـضمـيـر لـحـقوق اإلنـسـان
AL-DAMEER ASSOCIATION FOR HUMAN RIGHTS

P.O.Box: 5045. Tel: 08-2826660. Fax:08-282863654. Mobile: 059 9418267

info@aldameer.org . www.aldameer.org

ألغراض عسكرية. ويجب على المحاصرين أن يضعوا على هذه المباني أو أماكن التجمع عالمات ظاهرة محددة يتم إشعار العدو
بها مسبقا 56 من الالئحة ً(، كذلك يجسد هذا العمل انتهاكا ساف ار لنص المادة
التوصيات :
الضمير تؤكد أن ما يقوم به االحتالل االسرائيلي ِّم االعتداء
ّ
هو انتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين واألع ارف الدولية التي تجر

رمة المؤسسات التعليمية والطلبة والعاملين
ُ
على ح فيها، كما إن العدوان على قطاع غزة قد طال العشرات من الطلبة والعاملين في
مؤسسات التعليم العالي بالقتل والجرح واالعتقال وعليه فإن مؤ سسة الضمير لحقوق اإلنسان:
-1 تدعو المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية لتحمل مسؤولياتها، والتدخل الفوري والعاجل، لوقف العدوان وجريمة
اإلبادة الجماعية على قطاع غزة ووقف استهداف المدارس المؤسسات التعليمية.
-2 تطالب المقرر الخاص المعني بالحق في التعليم إلى توفير الحماية للمؤسسات التعليمية في غزة.
-3 نطالب المحكمة الجنائية الدولية بفت ح تحقيق فوري حول االعتداء على المدارس والجامعات وتدميرها وارتكبه المجازر بحق
الشعب الفلسطيني.

انتهى

مؤسسة الضمير لحقوق اإلنسان-غزة
2024

مواضيع ذات صلة: