يقول النقيب “الإسرائيليّ” إيلياهو ندّاف الذي كان يعمل في مستودعات السلاح لدى العدوّ: “أُبلِغننا بانّ القرار اتخذ على مسح غزّة بالكامل دون أيّ رحمة أو اعتبارات. وفُتِحَت أمام “إسرائيل” كافّة مستودعات السلاح والعتاد في كلّ من: أمريكا، بريطانيا، ألمانيا, فرنسا، بلجيكا، هولاندا، السويدـ، البرتغالـ إيطاليا، فنلندا، بلغاريا، رومانيا، المجر، بولندا.
ووضعت كافّة القواعد الأمريكيّة في كلّ من قطر والبحرين والكويت والأردن والمغرب والإمارات، والقواعد البريطانيّة في قبرص وجبل طارق والكويت تحت تصرّف “إسرائيل”. وكانت كلّ ثلاث ساعات تصل طائرة محمّلة بالسلاح والعتاد من أميركا وطائرتان كلّ يوم تصلان من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والسويد وفنلندا. وتصل كلّ ثلاثة أيّام باخرة من أميركا وكلّ أسبوع تصل باخرة من كلّ من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والسويد وبلجيكا. كانت هبة من الدعم غير المسبوق عالميًّا حتّى في الحرب العالميّة الثانية لأيّ دولة.
لقد استخدمنا من الصواريخ والقنابل والقذائف، حسب سجلّات المستودعات التي كنت أعمل فيها، ما تجاوز139 ألف طنّ من العتاد الحربي، وكان من بينها 19 ألف طنّ من القنابل التي تزن الواحدة منها 995 كيلوغرامًا من المتفجّرات الشديدة الانفجار. هذه حقيقة و كانت تعليمات القيادة السياسيّة للجيش: لا تبقوا على شيء في غزّة لا بشر ولا حجر.
وكان العتاد الأمريكيّ والفرنسيّ يجمّع في مركز العتاد الأمريكيّ في مدينة طنجة المغربيّة، ومن هناك يشحن إلى “إسرائيل”.
ما رأي الأعاريب الطوابع بهذا؟ وهل ما يزال هناك من يشكّ بأنّ هدف “إسرائيل” من عدوانها هو إزالة غزّة عن الخارطة ولو أدّى الأمر إلى قتل جميع سكّانها؟
وهل سيأتي غدًا من يقول: إنّ هذا الضابط مختَرَع وأنّ أميركا وبريطانيا وفرنسا دول حياديّة وهي تقوم بالوساطة بين نتنياهو وقادة غزّة.
إنّنا على أتمّ القناعة لو أنّ هذا الحلف الجهنّميّ لوكان يريد وقف الحرب لما كان يمدّ العدوّ بهذه الكمّيّات من الأسلحة. إنّ وساطته وساطة فرض الاستسلام، لا وساطة إنقاذ غزّة.