دق خبراء الصحة ناقوس الخطر الآن بشأن انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة عن انتشار وباء شلل الأطفال في القطاع.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن الخطط جارية لبدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، وإنه سيتم شحن أكثر من مليون جرعة إلى غزة.
لكن يقول المراقبون إن هذه الجهود من المحتمل أن تصطدم بنفس العواقب التي تؤثر على تدفق المساعدات الإنسانية الأخرى، مما يجعل التوزيع بطيئاً وصعباً للغاية، كما أن انهيار نظام الرعاية الصحية في غزة سيشكل تحدياً هائلاً.
وتحول لون مياه جزء من ساحل غزة على البحر الأبيض المتوسط إلى البني، في حين يحذر خبراء الصحة من تسرب وانتشار مياه الصرف الصحي والأمراض في جميع أنحاء القطاع.
وتظهر صور الأقمار الصناعية، ما يبدو أنه تسرب كبير لمياه الصرف الصحي قبالة الساحل بالقرب من دير البل، وبعد فحص الصور، تبين أن مياه الصرف الصحي تتسرب إلى البحر من المخيمات القريبة المكتظة باللاجئين.
وتبلغ مساحة تسرب مياه الصرف الصحي أكثر من ألفي متر مربع، أو ما يعادل ثمانية ملاعب تنس، وتوضح صور الأقمار الصناعية أن التسرب كان ظاهراً لأول مرة في حزيران ثم استمر في الازدياد منذ ذلك الحين.
وخلص تقرير بيئي للأمم المتحدة في حزيران إلى أن القصف الإسرائيلي المكثف أدى إلى انهيار البنية التحتية الخاصة بمياه الصرف الصحي في غزة.
وأفادت وكالة الإغاثة أوكسفام أن ربع سكان غزة أصبحوا مرضى بالفعل بسبب الأمراض المنقولة بالمياه، “نشهد أزمة صحية كارثية تتكشف أمام أعيننا”.
وأضافت: “لقد تضررت البنية التحتية للصرف الصحي بشدة لدرجة أنها تغمر الشوارع والأحياء، ويعيش الناس بجوار برك من مياه الصرف الصحي”.
وفي الوقت نفسه، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بوجود 40 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) في غزة، ويحذر خبراء الصحة العامة من وباء الكوليرا المحتمل.
وتوضح صور الأقمار الصناعية الملتقطة من غزة تفاقم مشكلة مياه الصرف الصحي غير المعالجة، وتبين الصور أن بركة الشيخ رضوان في شمال غزة، والتي كانت في السابق تستخدم لجمع مياه الأمطار النظيفة، أصبحت الآن تفيض بالمياه الملوثة.
وانتشرت الأمراض الجلدية بين الأطفال في غزة، وفقاً لأحد الأطباء في شمال غزة، الناجمة عن غياب الصرف الصحي والتهوية والأدوية، فاختلاط المياه الجوفية النظيفة بمياه الصرف الصحي وكذلك الخيام المكتظة بالسكان وتقاسم المراحيض من قبل عدد كبير من الأفراد أدى إلى تفاقم المشكلة.
وتقدر الأمم المتحدة أن الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد نزحوا داخلياً منذ تشرين الأول الماضي.
وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية للصحفيين في تموز إن العديد من الناس يعيشون في ملاجئ بها مرحاض واحد يستخدمه 600 شخص.