( تقدير موقف بعد 300 يوم )
31-7-2024
حيان نيوف
جردة حساب جرائم الكيان الإسرائيلي الأخيرة :
* عدوان على ميناء الحديدة اليمني ..
* عدوان على مجدل شمس السورية ..
* عدوان على العاصمة الإيرانية طهران ..
* عدوان على ضاحية بيروت الجنوبية في لبنان ..
* عدوان على جرف النصر في العراق ..
والأميركي حاضر في كل تلك الإعتداءات تنسيقاً وتنفيذاً ..
منطقياً ؛ فإن الأميركي و الإسرائيلي لم يقدما على هذه الجرائم إلا كنتيجة لانسداد الأفق بوجههما ، والذي تسببت به نتائج المعركة منذ 7 تشرين اول 2023 ..
طوال 300 يوم حاولوا بالسياسة و الميدان ، بالإغتيالات و الإعتداءات ، بالجرائم و التهديدات ، ان يعيدوا عقارب الساعة للوراء ، وأن يغيروا نتائج الصراع ، وأن يبدلوا قواعد الإشتباك ، وأن يعيدا لإسراىيل شيئا من قوة الردع المهدورة ، وللولايات المتحدة بعضاً من هيبتها المهدورة ، وفي كل مرة كان الرد من قبل محور المق!ومة لهم بالمرصاد بحكمة و بأس و ثبات ، يراكم نتاىج الإنتصار ..
اليوم ؛ وصل الصراع إلى مرحلة مفصلية ، واشنطن وتل ابيب ، ولأسباب داخلية و استراتيجية ، تعتقدان بأن التصعيد الشامل سيدفع بالنهاية إلى حل شامل ، او تسوية شاملة ، أو وقف شامل لإطلاق النار ، يشكل ملاذا لهما لرسم صورة انتصار ، وخروجا من المأزق العميق ، و وقفا للتدحرج المخزي ، وعلى هذا الأساس وضعت الخطط وجرى التنسيق ..
وبالرغم من شدة الصراع ، فإن دقة المرحلة جعلت الصبر و الحكمة والهدوء هي السمات التي أظهرها محور المق!ومة حتى هذه اللحظة ، وعلى عكس ما يتمناه جمهور المحور فإن قادة المحور لم يتعاملوا بردات الفعل الغير محسوبة التي يمكن ان تحقق للمخطط المعادي اهدافه ..
لا شك أن المحور اتخذ قرارا بالرد القاسي و المؤلم و المؤثر و الذي يرقى لمستوى الأحداث ، ولا شك بأن هذا الرد سيحمل طابع الإنتقام اولا ، والردع ثانيا ..
لكن ما هو أهم من كل ذلك ، هو أن هذا الرد سيكون حكيماً ، وسيكون جزءا من الصراع لا منفصلاً عنه ، ويسهم في مراكمة الإنتصارات ، ويكون منطلقاً لما بعده بحيث يزيد من عمق المأزق الاميركي الإسراىيلي و يضيق الخناق على الأعداء ..
وبالمختصر ؛ ما بعد الرد يجب ان يكون المحور ما بين الإستمرار في الإستنزاف و الإستعداد للإنفجار ..
