قصة موظف إداري بالاونروا شجاع و نشيط جدا في المجال الإنساني و خدمة موظفي الأونروا بالقطاع

قصة موظف إداري بالاونروا شجاع و نشيط جدا في المجال الإنساني و خدمة موظفي الأونروا بالقطاع ( تقريبا الوحيد الذي لم يتوقف يوما عن عمله و دعم شعبنا بقطاع غزة )
===============
شاهد عيان
اقتحمت آليات الاحتلال منطقة الصناعة الساعة 2 فجرا .. سبق دخولَهم، أحزمة نارية عنيفة رجَعَت بذاكرتنا لبدايات الحرب.. لم أتمكن من مغادرة مكاني بسبب تدهور الحالة الصحية لوالدتي.. فمرغما قررت البقاء متأسيا ببقائي في الاجتياح السابق..

* نازحو منطقة الصناعة ومن وفد إليها من الشرق شعروا بالمباغتة فبدأوا بالهرب من أماكن مختلفة.
من الواضح بأن الإحتلال استخدم نفس جنود الاقتحام السابق فحركة الدبابات السريعة بين الشوارع وطريقة تنقلهم تؤكد معرفتهم لتضاريس المنطقة
مع بزوغ الفجر، اكتمل تموضع الآليات واتخذت من ارض مقابل كلية المجتمع مقرا لها

في الصباح اعتلى القناصة الأماكن المرتفعة، وبدأت الإعدامات لكل متحرك .. استمر هذا السيناريو طيلة 5 أيام بوتيرة متصاعدة رافق كل ذلك اقتحامات للمنازل وإعدامات ميدانية للنساء والرجال وحرق لبعضهم كما حدث مع ثلاثة نساء من عائلة الغلاييني.. 💔
احتراق المنازل المحيطة مشهدٌ يتكرر يوميا من بعد العصر، فأينما وقعت عيني أرى بنايات كاملة مشتعلة

عدد صناديق الرصاص التي أفرغها جيش الاحتلال عشوائيا على المنازل وتركها خلفه لا أبالغ إن قلت، تلُفّ سورَ دونم كامل، فضلا عن رصاص القنص وطلقات الكواد كابتر..
* أحصيت في حائط واحد فقط، للمنزل الذي أنزح فيه أكثر من 70 رصاصة بعضها اخترق الحائط، هذا كلّه ونحن متكومون أرضا بالداخل.. الفرصة الوحيدة التي نلتقط فيها أنفاسَنا هي لحظات تذخير أسلحتهم..

جاء دور شارعنا..آليّة بدون سائق تقدمت فيه رافقها إطلاق للرصاص العشوائي استمر 20 دقيقة دون توقف.. ثم تراجَعت..
فسمعنا بعدها أصوات مداهمة الجنود لمنزل تلو المنزل. الشارع مُخلى من ساكنيه سوى أنا ومنازل اربعة من النازحين اقتادوا منهم 3 عائلات وطلبوا منهم عبر الصوت إبلاغ من تبقى بالشارع بالخروج … سمعت اسمي بدأ يتكرر بصراخ مرتفع.. ثم ردّده الجنود تأكيدا على أهمية الطلب، أصبحت في موقف لا أُحسد عليه بالباب جثث لأم وابنها وابنتها حاولوا الهرب فتم قنصهم ونزفوا حتى الموت الجثث بدأت تتحلل وعليهم آثار نهش كلاب 💔 فتذرعت بهم لو سئلنا عن سبب إهمالنا للإشارة و الخروج من المنزل فجمعت قوتي المتخثرة وتركت الأمر لله ولمفاعيل الاستغفار .
* بيني وبين صوت الجنود مسافة 10 متر يفصلهم عنا سُور مرتفع
وأنا مازلت أقاوم رغبة بالاستجابة تنهار كلما سمعت اسمي.. في هذه اللحظات تدفق إطلاق للنار على الشبابيك حيث نتواجد مدة تجاوزت النصف ساعة يكفلني في ذلك الله فزادت رهبتي ومَن معي.. فقررت الصمت إلى أن أسمع الطرق على الباب أو انتظار تفجيره كما اعتاد جنود الاحتلال على فعل ذلك …. حتى حدثت المعجزة .. تخطى الجنود خروجنا وكنا عائلتين بالمبنى بالمناسبة، وبقيتُ في المدعكة مع ابني وبنتاي وزوجتي وأمي التي اجتمع عليها المرض ونقص الماء والطعام والدواء، فنجونا بفضل الله ثم تمتمة لسانها ..
نحن بخير، وأكاد لا أصدق أني للمرة الثالثة نجوت..
«حصار في منطقة النفق وحصاران في الصناعة.»
نعم بخير! فشكرا للنبلاء والمخلصين ولكل من دعا لنا سرا وعلانية، 🌹
اللهم أفرغ على أهل غزة الصبر وثبت أقدامَهم، وبَـرّد على قلوب ثكلاهم ولا تجعلهم فتنة للكافرين

هيثم السيد
الجمعة 12 يوليو
غزة

مواضيع ذات صلة: