كتبت هدى رزق
سيكون نتنياهو مجبراً على الانسحاب بعد احتلال رفح. لكن، من ناحية أخرى، يريد السيطرة على الحدود بين مصر وغزة. وقال، منذ شهر كانون الثاني/يناير، إنه في حاجة إلى الاستيلاء على ممر فيلادلفيا، وهو الممر الذي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 كمنطقة عازلة بين مصر وفلسطين، وهي خالية من الأسلحة الثقيلة. يمتد الممر من البحر الأبيض المتوسط إلى بوابة كرم أبو سالم في المثلث مصر – غزة – “إسرائيل”.
وعندما انسحبت “إسرائيل” من غزة عام 2005، قامت بتحديث الاتفاق مع القاهرة وتركت السيطرة على الممر للسلطة الفلسطينية. وسيطرت “إسرائيل” على الباب من خلال اتفاقية الحركة والعبور مع فلسطين. حاولت “إسرائيل” إقناع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقبول سيطرتها على الممر. غزة تحت الحصار من البر والبحر، والحدود المصرية هي الخط الوحيد الذي تتغذى من خلاله رفح. و”إسرائيل” تريد الاستيلاء على الممر لفصل الفلسطينيين عن مصر لأنها تعتقد أن حماس مستفيدة منه.
لا تستطيع “إسرائيل” نشر سوى قوة محدودة، ولهذا السبب من المهم كيف ستتعامل مصر مع هذه القضية بعد اعتراضها الدبلوماسي، وبعد أن كانت أعلنت أنها ستَعُدّ خيار ترحيل سكان غزة إلى سيناء سبباً للحرب. هل سيكون هناك معارضة أو تهديد بإمكان انفجار العلاقات، أم أننا أمام خضوع لما يريده نتنياهو الذي لم يلقَ اعتراضاً في الأساس من الأميركي الذي لم يمانع اجتياح رفح، بل كان يطلب حصر عدد الضحايا المدنيين. هل كنا أمام سيناريو المفاوضات لذر الرماد في العيون، أم أن الكباش بين بايدن ونتنياهو حقيقي؟