د. زكريا حمودان :
منذ بداية معركة طوفان الأقصى كان واضحا أن الأميركي يدعم بشكل واضح الكيان الصهيوني في كل تفاصيل معركته وكان ذلك بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى كيان العدو وتصريحاته المعروفة بالدعم المطلق للكيان الصهيوني.
عناصر دعم الكيان الصهيوني عكست بوضوح الشراكة الأميركية في الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة.
تحرُك الرأي العام العالمي في الميادين
بعدما أصبحت أدوات الجريمة واضحة المعالم انفجر المجتمع الدولي في وجه دوله، فتحركت التظاهرات من هنا وهناك في عواصم القرار ولكن في الميادين وليس في الجامعات.
إن تعاطف الرأي العام العالمي في الميادين لا يشكل عامل ضغط أساسي لأنه يُعتبر نسبيًّا غير كافٍ، ويبقى في إطار الرأي العام الدولي.
بالرغم من أن ما حصل من تحركات ميدانية عالميًا لم يكن تأثيره على مسار الحرب كبيرًا لكنه يُعتبر رئيسيًّا وجوهريًّا في تشكيل رأي عام دولي، لكن لا بُدَّ وأن نبحث في قدرة تلك التحركات في المساهمة بتشكيل رأي عام دولي مؤثر في مسار الحرب.
هل ما نراه اليوم من تحركات طلابية في الغرب يُعتبر مؤشرًا إيجابيًّا؟
التحركات الطلابية وتأثيرها على مسار الحرب في غزة
اليوم يمكننا أن نتحدث عن مسار جديد في معركة طوفان الأقصى وذلك استنادًا إلى ما يحصل في جامعات أميركية وكندية ومؤخرًا أوروبية.
المسار الطلابي ليس بجديد وقد يكون مؤثرًا في مسار الحرب لأسباب عدة:
١- التفاعل الكبير في الحدث الطلابي بحيث تطور من جامعة كولومبيا وصولًا إلى واشنطن وشيكاغو.
٢- التحرك الطلابي يُعتبر مؤثرًا لأنه استخدم سابقًا في حرب فيتنام.
هذه التحركات الحديثة قارنت فيما بينها صحيفة “نيويورك تايمز” بأنها تتميز بمتابعة الأجيال الحديثة للحرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر فعالية من التلفزيونات التي نقلت أول حرب أميركية عبر الشاشة للمواطن الأميركي.
ما يحصل اليوم يشكل مسارًا جديدًا للحرب، ويُعتبر أول تحرك حقيقي يمكن التعويل عليه شعبيًا لوقف الحرب. يمكننا القول بأنَّ هذه التحركات الطلابية يُعول عليها للضغط على حكوماتها في وقف الحرب.