الجرائم المرتكبة بحق النساء في قطاع غزة


الدكتور عدنان عزوز
يسعى الكيان الصهيوني الغاصب للتهرب من جريمة العصر التي يرتكبها في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر زر الرماد في العيون من خلال سرديته التي يحاول تسويقها ومفادها بأنه قد تعرض لهجوم ارهابي غير مسبوق من قوى المقاومة الفلسطينية بينما كان يمثل واحة الديمقراطية وحرية الإنسان في منطقة الشرق الأوسط.
لقد سقطت الادعاءات التي لطالما حاول الكيان الصهيوني الغاصب تسويقها منذ اغتصابه لأرض فلسطين عام 1948 بدعم من الأمم المتحدة وقراراتها وخاصة القرار 194، وذلك على أنه واحة الديمقراطية وحقوق الإنسان. لقد ارتكب جرائم يصعب حصرها لانتشارها الواسع والممنهج والمتعمد ضد المدنيين في قطاع غزة ولا سيما النساء والأطفال في خرق فاضح لجميع الأعراف والقوانين الدولية والتي تمنع استهداف المدنيين ولا سيما الفئات الأكثر هشاشة. فلقد حمى القانون الدولي الإنساني النساء بأكثر من شكل وخاصة اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكولين الإضافيين لعام 1977 وفي عدد من الوثائق الأخرى. إلى جانب أشكال خاصة للحماية تعكس الاحتياجات المتميزة للنساء. فالنساء اللواتي لا يشاركن, أو لم يعدن يشاركن, في العمليات العدائية, تتم حمايتهن ضد آثار القتال وأيضا ضد المعاملة المسيئة من جانب أطراف النزاع المسلح. فللنساء الحق في المعاملة الإنسانية وفي احترام حياتهن وأجسامهن وعدم تعرضهن للتعذيب أو المعاملة المهينة أو العنف والتحرش.

إلا أن الوثائق والتقارير المتواترة تفيد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تتورع عن استهداف النساء بشكل متعمد ومباشر حيث حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من “الحرب على النساء” في غزة، إذ تم:
1- قتل النساء الفلسطينيات العشوائي: إذ قدرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن من بين 10 آلاف امرأة فقدن حياتهن في غزة، هنالك ستة آلاف أم تركن وراءهن 19 ألف طفل يتيم. في حين بلغت أعداد من ترملن ويواجهن المجاعة، التي باتت شبه مؤكدة، عشرات الآلاف. وهذا الأمر يعتبر جريمة حرب وفقًا للمادة 8(2)(ب)(i) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
2- اتباع سياسة التجويع وتهجير النساء القسري: وذلك لكسر إرادة الشعب ودفعه للانقلاب على المقاومة الفلسطينية والنزوح من قطاع غزة بحثاً عن الطعام والأمان في أي مكان يمكن الوصول إليه. إذ عبرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن أكثر من مليون امرأة وفتاة فلسطينية في القطاع يواجهن “جوعا كارثيا”، مع انعدام إمكانية حصولهن تقريبا على الغذاء أو مياه الشرب الآمنة أو المراحيض الصالحة للاستخدام أو المياه الجارية، مما يخلق مخاطر تهدد حياتهن، فضلا عن أن هناك طفل يصاب أو يقتل كل 10 دقائق. ويعد التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية وفقًا للمادة 7(1)(د) من نظام روما الأساسي. بينما يعتبر حرمان الرعاية المطلوبة لمن هم قيد الاحتجاز انتهاكًا للمادة 25 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على ضرورة توفير الرعاية الصحية للمحتجزين ولمن هم تحت الاحتلال.

3- 4 من كل 5 نساء (84 بالمائة) في غزة اضطررن إلى تفويت وجبات خلال الأسبوع الماضي. وفي 95% من هذه الحالات، لا تتناول الأمهات الطعام، ويتخطين وجبة واحدة على الأقل لإطعام أطفالهن. وقالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة سيواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في غضون أسابيع – وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق.
4- الاعتقال التعسفي للنساء: إذ أعرب خبراء حقوق الإنسان للأمم المتحدة عن قلقهم البالغ إزاء الاعتقال التعسفي لمئات النساء والفتيات الفلسطينيات، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، في غزة والضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول. وأضافوا أن العديد من المعتقلات تعرضن لمعاملة غير إنسانية ومهينة، وحُرمان من الفوط الصحية والطعام والدواء، وتعرضن للضرب المبرح. وعلاوة على ذلك، في مناسبة واحدة على الأقل، تم احتجاز نساء فلسطينيات محتجزات في غزة في قفص تحت المطر والبرد، دون طعام. يُعتبر الاعتقال التعسفي انتهاكًا للمادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي يحظر الاعتقال والاحتجاز التعسفيين4.

5- الاعتداء الجنسي للنساء أثناء الاحتجاز: أفاد خبراء حقوق الإنسان للأمم المتحدة في تقريرهم: “نشعر بالأسى بشكل خاص إزاء التقارير التي تفيد بأن النساء والفتيات الفلسطينيات المحتجزات تعرضن أيضا لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، مثل تجريدهن من ملابسهن وتفتيشهن من قبل ضباط ذكور في الجيش الإسرائيلي”. وقال الخبراء إن ما لا يقل عن معتقلتين فلسطينيتين تعرضتا للاغتصاب، بينما ورد أن أخريات تعرضن للتهديد بالاغتصاب والعنف الجنسي. وأضاف الخبراء أن صور المعتقلات في ظروف مهينة “التقطها الجيش الإسرائيلي” وقام بتحميلها على الإنترنت. ويعد هذا الأمر اتهاكاً للمادة 27 من اتفاقية جنيف الرابعة. ونصت المادة (75) من البروتوكول الإضافي الأول في الفقرة (2) على أنه ” يحظر انتهاك الكرامة الشخصية، وبوجه خاص المعاملة المهينة للإنسان والمحطة من قدره، والإكراه على الدعارة وأية صورة من صور خدش الحياء” ، ونصت المادة (76) فقرة(1)، من البروتوكول الأول أنه” يجب أن تكون النساء موضوع احترام خاص، وأن يتمتعن بالحماية لاسيما ضد الاغتصاب والإكراه على الدعارة وضد أي صورة من صور خدش الحياء”،
إن ما ورد من الانتهاكات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي هي غيض من فيض وفيه انتهاك لكرامة الإنسان وانتهاك للقوانين والأعراف الدولية. يقابل هذه الانتهاكات السابقة المعاملة الإنسانية من المقاومة الفلطسينية للأسرى الإسرائيلين الذين ألقت القبض عليهم وقامت بمعاملتهم معاملة إنسانية بغض النظر عن جنسهم أو دينهم أو عرقهم وهذا ما قام بنقله الأسرى لدى الإفراج عنهم وحاولت الحكومة الصهيونية عبثاً التعتيم على ههذا الأمر.
مما تقدم يتبين أن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق النساء في قطاع غزة تعد وصمة عار على جبين جميع المنظمات الدولية التي تتشدق بالدفاع عن حقوق المرأة والعنف المنزلي وغيرها وتلتزم بالصمت أمام الجرائم الموصوفة والمباشرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق النساء والفتيات في غزة وذلك بوصف من خبراء الأمم المتحدة نفسها.

Crimes Committed against Women in the Gaza Strip
Dr. Adnan Azzouz*
*Member of Arab Nations League’s Legal Council

The usurping Zionist entity seeks to evade the crime of our time that it is committing in the Gaza Strip and the rest of the occupied Palestinian territories by covering truth in the eyes through its narrative that it is trying to market worlwide. It states that it was subjected to an unprecedented terrorist attack by the Palestinian resistance forces while it was representing an oasis of democracy and human freedom in the Middle East Region
The claims that the usurping Zionist entity has always tried to market since its usurpation of the land of Palestine in 1948, with the support of the United Nations and its resolutions, especially Resolution 194, that it is an oasis of democracy and human rights, have fallen. They have committed crimes that are difficult to quantify due to their widespread, systematic and deliberate spread against civilians in the Gaza Strip, especially women and children, in flagrant violation of all international norms and laws that prohibit targeting civilians, especially the most vulnerable groups. International humanitarian law has protected women in more than one way, especially the Four Geneva Conventions of 1949, and the two Additional Protocols of 1977, and a number of other conventions. In addition to special forms of protection that reflect the distinct needs of women. Women who are not, or no longer participating, in hostilities are protected against the effects of fighting and also against abusive treatment by parties to the armed conflict. Women have the right to get a humane treatment, respect for their lives and bodies, and not be subjected to torture, degrading treatment, violence or harassment.
However, documents and repeated reports indicate that the Israeli occupation forces have not hesitated to deliberately and directly target women, as UN Women warned of a “war on women” in Gaza, in the following types of crimes:
1- The indiscriminate killing of Palestinian women: The United Nations agency estimated that out of 10,000 women who have lost their lives in Gaza, there are 6,000 mothers who have left behind them 19,000 orphan children. Meanwhile, the number of widowed people facing starvation, which has become almost certain, has reached tens of thousands. This constitutes a war crime according to Article 8(2)(b)(i) of the Rome Statute of the International Criminal Court.

2- Following a policy of starvation and forced displacement of women: in order to break the will of the people and push them to turn against the Palestinian resistance and flee the Gaza Strip in search of food and safety in any accessible place. UN Women said that more than a million Palestinian women and girls in the Gaza Strip face “catastrophic hunger,” with almost no access to food, safe drinking water, usable toilets, or running water, which creates risks that threaten their lives, in addition to the fact that there is a child who is injured or killed every 10 minutes. Forced displacement is a crime against humanity according to Article 7(1)(d) of the Rome Statute. While denying the required care to those in detention is considered a violation of Article 25 of the Fourth Geneva Convention, which stipulates the necessity of providing health care to detainees and those under occupation.

3- 4 out of every 5 women (84 percent) in Gaza had to miss meals during the past week. In 95% of these cases, mothers do not eat and skip at least one meal to feed their children. UN Women said that all of Gaza’s 2.3 million people will face severe levels of food insecurity within weeks – the highest level ever recorded.

4- Arbitrary detention of women: United Nations human rights experts expressed their deep concern about the arbitrary detention of hundreds of Palestinian women and girls, including human rights defenders, journalists and humanitarian workers, in Gaza and the West Bank since October 7. They added that many female detainees were subjected to inhuman and degrading treatment, deprived of sanitary pads, food and medicine, and were subjected to severe beatings. Furthermore, on at least one occasion, Palestinian women detained in Gaza were held in a cage in the rain and cold, without food. Arbitrary detention is a violation of Article 9 of the International Covenant on Civil and Political Rights, which prohibits arbitrary arrest and detention4.
5- Sexual assault of women in detention: UN human rights experts stated in their report: “We are particularly distressed by reports that Palestinian women and girls in detention have also been subjected to multiple forms of sexual assault, such as being stripped naked and searched by “Israeli” male army officers”. Experts said that at least two female Palestinian detainees were raped, while others were reportedly threatened with rape and sexual violence. The experts added that photos of female detainees in humiliating conditions were “taken by the Israeli army” and uploaded to the Internet. This is a violation of Article 27 of the Fourth Geneva Convention. Article (75) of the First Additional Protocol stipulates in paragraph (2) that “violation of personal dignity is prohibited, in particular humiliating and degrading treatment of a person, forced prostitution and any form of indecent assault,” and Article (76) paragraph (1) stipulates of the First Protocol, stipulates that “women must be the subject of special respect and enjoy protection, particularly against rape, forced prostitution, and against any form of indecent assault.”
The reported violations committed by the Israeli occupation forces are the tip of the iceberg and constitute a violation of human dignity and a violation of international laws and norms. These previous violations are countered by the humane treatment of the Palestinian resistance to the Israeli prisoners it arrested and treated them humanely, regardless of their gender, religion, or race. This is what the Israeli prisoners reported upon their release, and the Zionist government is trying in vain to cover up this matter.
From the above, it becomes clear that the grave violations committed by the Israeli occupation forces against women in the Gaza Strip are a disgrace on the forehead of all international organizations that pay lip service to defending women’s rights, domestic violence and others, and remain silent in the face of the described and direct crimes committed by the Israeli occupation forces against women and girls in Gaza as has been described by the United Nations experts themselves.

مواضيع ذات صلة: