د.معن منيف سليمان
أعربت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وتقارير إعلامية عن قلقها البالغ إزاء وجود ممارسات سوء معاملة قاسية للفلسطينيين في مراكز الاعتقال الإسرائيلية.
تلقت الأمم المتحدة تقارير متعددة عن تعذيب ضد الفلسطينيين المعتقلين منذ يوم السابع من تشرين الأول الماضي، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، وجاء معتقل “سدي تيمان” في طليعة هذه الاتهامات، ويقع السجن داخل قاعدة عسكرية في جنوبي فلسطين المحتلة، حيث يبقون بدون اتصال بالعالم فيما يتم استجوابهم دون محامين.
وظهر مؤخراً فيديو يوثق قيام تسعة جنود إسرائيليين بالاعتداء على معتقل من غزة في سجن “سدي تيمان”، حيث دأب حراس السجن على استخدام العنف ضد المعتقلين الفلسطينيين كإجراء عقابي إضافي باستخدام أدوات معدنية وهراوات.
ورداً على هذه الأعمال الوحشية نددت أليس جيل إدواردز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمسألة التعذيب، بما وصفته بأنه حالة “مروعة بشكل خاص” تعرض فيها معتقل فلسطيني لاعتداء من قبل حراس السجن، وقالت :”إن مرتكبي مثل هذه الجرائم يجب أن يحاسبوا”.
واعترفت عدة منظمات لحقوق الإنسان إن “إسرائيل” تتبع سياسية إساءة معاملة السجناء وتعذيبهم بصورة ممنهجة، حيث تخضع المعتقلين الفلسطينيين لأفعال تتراوح بين العنف والاعتداء الجسدي.
واعترف مسؤولون إسرائيليون بأنهم جعلوا الظروف أشد قسوة على الفلسطينيين في السجون، وقال وزير الأمن القومي الصهيوني “إيتمار بن غفير”: “إن السجون الإسرائيلية لن تكون معسكرات صيفية للفلسطينيين” تحت إشرافه.
وفي تقرير أممي صدر أواخر شهر تموز الماضي، أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن المعتقلين جرى احتجازهم في منشآت تشبه القفص مع تجريدهم من ملابسهم لأوقات طويلة. وأضاف التقرير أنه جرى حرمانهم من الطعام والنوم والماء وتعرضوا للصعق بالكهرباء والحرق بالسجائر، فيما قال بعض المعتقلين إنه تم إطلاق كلاب عليهم، وتحدث آخرون عن تعرضهم للإيهام بالغرق.
وتتطابق روايات المعتقلين الفلسطينيين مع تقارير صادرة عن منظمات حقوقية وثقت الانتهاكات في المعتقلات الإسرائيلية وركزت حالة الذعر بين المنظمات الحقوقية بشأن إساءة معاملة السجناء الفلسطينيين بشكل أساسي على المعتقلات العسكرية، خاصة معتقل “سدي تيمان”. وأفادت تقارير تشريح جثث خمسة معتقلين بأن جسدي اثنين منهم بهما كسور في الأضلاع.
وبحسب الأمم المتحدة اعتقل الكيان الصهيوني آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، منذ بدء العدوان على غزة، وتوفي ما لا يقل عن ٥٣ فلسطينياً. وقدرت هيئة الأسرى الفلسطينيين أن هناك نحو ٩٩٠٠ فلسطينياً في السجون الإسرائيلية بدءاً من مطلع شهر آب الجاري.