مجزرة “مجدل شمس”.. جريمة إسرائيلية مكشوفة ضد أهلنا في الجولان هدفها توسيع دائرة الحرب في المنطقة

الثورة – ناصر منذر:
ضمن محاولاته التصعيدية لتوسيع نطاق عدوانه، تأتي الجريمة الجديدة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مدينة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وراح ضحيتها 12 شهيدا من المدنيين العزل، لتثبت مجددا أن هذا العدو الغادر، لا يترك فرصة إلا ويستغلها لسفك المزيد من دماء الأبرياء، في سياق مشروعه الاحتلالي في المنطقة، حيث تشير هذه الجريمة، بتوقيتها، ونوعية الاستهداف، إلى أن كيان الاحتلال يريد جر المنطقة إلى أتون حرب تدميرية واسعة، عبر إشعال نار الفتنة بين مكوناتها، وهو المشهود له بارتكاب المجازر تلو الأخرى، لتحقيق مشروعه التقسيمي، وما استهداف أهلنا في الجولان المحتل في هذه اللحظة التاريخية، إلا محاولة فاشلة لشرعنة احتلاله، وسلخ الجولان عن وطنه الأم سورية.
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعقب وقوع الانفجار في الملعب البلدي في مجدل شمس، أقر بشكل واضح لجهات أجنبية، بأن القبة الحديدية أصابت عن طريق الخطأ مجدل شمس السورية، وهذا ما نقلته وسائل إعلام العدو بنفسها، ولكن سرعان ما غيرت تلك الوسائل هذا الإقرار نزولا عند رغبة سلطات الاحتلال لاستغلال ما حصل، وروجت لرواية كاذبة تتهم المقاومة الوطنية اللبنانية، لمحاولة انتشال كيان الاحتلال من تبعات هذه الجريمة النكراء، والتظاهر بأن كيان الاحتلال يعمل دائما على “حماية” أهلنا في الجولان المحتل من أي خطر محتمل، متجاهلا حقيقة أن هذا الكيان هو الخطر الأوحد الذي يهدد وجود أهلنا في الجولان، وهو يعمد منذ اللحظات الأولى لاحتلاله، على تهجير أهلنا، ومصادرة أراضهم وأملاكهم. ومازال يعمل على تغيير معالمه الجغرافية والديموغرافية، من خلال تدمير قراه ومزارعه، وإقامة المستوطنات وتشجيع الاستيطان، والتلاعب بآثاره من خلال عمليات التنقيب والحفريات.
وقد عمل الاحتلال الإسرائيلي على تدمير ما يزيد عن 131 قرية و 112 مزرعة ومدينتين في الأعوام 1971-1972، وتم تهجير سكان سحيتا إلى مسعدة، ودمر الاحتلال القرية وحولها إلى معسكر، ليتبقى من القرى التي بقيت بسكانها بعد الاحتلال (مجدل شمس، ومسعدة، وبقعاثا، وعين قنية، والغجر وسحيتا).
أهلنا في الجولان السوري المحتل، هم عمق وامتداد للمقاومة الشريفة، وما زالوا متمسكين بخيار المقاومة والصمود لتحرير الجولان من براثن الاحتلال، وهم بكل تأكيد لن يقعوا في الفخ الذي نصبه الاحتلال، ولن تنطلي عليهم أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانية بأنها هي التي قصفت مجدل شمس، وهم حتى هذه اللحظة، مازالوا يتصدون للاحتلال الإسرائيلي، ويقفون سدا منيعا في وجه مخططاته العدوانية، ويؤكدون كل يوم تمسكهم بنهج مكافحة الإجراءات الصهيونية وعدم تمريرها، مستندين في ذلك إلى الدعم اللامحدود للوطن الأم سورية، التي تتصدى اليوم لأعتى حرب إرهابية تقودها الولايات المتحدة.

مواضيع ذات صلة: