لا شيء اعتباطي وسط متآمر وعبيط بقلم : لؤي ديب

لا شيء مع اسرائيل اعتباطي او يخضع لردة الفعل ، ومشكلة الاغلبية للاسف انها ترزخ تحت السيطرة الكلية للاعلام الصهيوني الذي وجد مدخل لكل بيت عربي من خلال القنوات العربية وهذا ايضا ليس اعتباطاً .

قبل يومين اعلن الجيش الفاشي ان عملياته العسكرية في غزة اصبحت ثانوية ، واخذ الجميع يناقش الخبر على ان غزة سقطت وهنا اريد توضيح التالي :
1- غزة قبل السابع من اكتوبر كانت محتلة ولم تكن حرة في اجوائها ومعابرها وحتى سجلها المدني وصدور رقم الهوية ولك ان تعدد عشرات الادلة .

2- اعلان ان العمليات اصبحت ثانوية غير صحيح وما زالت غزة ساحة العمليات الرئيسية وزاد فيها القتل ولكن هذا الاعلان كان له علاقة بالمفاوضات التى خاضتها الدول العربية مع ايران لعزل غزة عن لبنان ، كان طلب امريكي للعرب ولايران عبر الوسطاء بان اسرائيل شارفت على انهاء العمليات في غزة ولكنها يمكن ان توقف حربها في لبنان اذا نُفذت شروطها ولكنها تحتاج مزيد من الوقت في غزة .

3- بما اننا ذكرنا النقطة اعلاه جدير بالذكر بعد محاولة الدول العربية مع ايران والثلاثي في لبنان وضع نتنياهو شرط جديد لتعطيل مفاوضات لبنان بان يتم اطلاق الاسرى في غزة لوقف اطلاق النار في لبنان دون وقفها في غزة ، لنقل الضغط على الطرف الفلسطيني ليكون من ايران والدول العربية .

4- غزة اصبحت محتلة فيزيائيا بنسبة 95‎%‎ وهذه حقيقة حيث يتركز 2 مليون فلسطيني في بقع جغرافية تبلغ مساحتها فقط 52 كيلو متر مربع حسب اخر مسح للقمر الصناعي الاوربي .

5- تستطيع اسرائيل بقوتها الغاشمة احتلال ما تبقي اي ال 52 كيلو متر مربع ، صحيح ستواجه ضربات مقاومة من هنا وهناك لكنها تستطيع ان تضع جنازير دباباتها لكن خطتها ليس الان فغزة قصتها طويلة لاشياء كثيرة وسبب لكثير من الحروب القادمة اضافة الي استكمال الاباده فيها وحتى لو افرجت ( حماس ) عن الاسرى غدا لن يوقف الفاشيون حربهم لانهم اطلقوا مشروعهم الكبير.

استهداف قوات اليونيفيل في لبنان لم يكن اعتباطيا فايضا نتنياهو يعرف ان جل الغضب الغربي على تكرار الاستهداف لن يكون بفرض عقوبات على اسرائيل او ضربها وانما سيكون بسحب القوات الاممية من لبنان حفاظاً على سلامتها ، وهو يريد اقامة منطقة عازلة عمقها 16 كيلو متر اي بعد الليطاني ب 5 كيلو متر تقريبا والهدف ليس امنيا ، بل تريد اسرائيل نهر الليطاني وهو الهدف الرئيس ( المياه ) ، والحزب عندما دخل في عملية دعم غزة لم يستهدف حتى الشهور السبعة الاولي اي مستوطنة وكانت عملياته تتركز على ضرب اجهزة المراقبة والاخلاء للمستوطنات في الشمال لم يكن احترازيا كما يعتقد البعض بل كان من اجل التمهيد لسبب الاحتلال لجنوب لبنان وتنفيذ مخطط استيطاني كبير فيه ، تماما كما هو مُخطط لشمال قطاع غزة من حدود وادي غزة حتى الشمال .

قبل خمس سنوات كنت اول من كتب عن مخطط استهداف الاونروا وتحويل مهامها لمنظمة الهجرة العالمية وجاء المقال وقتها على مقطع ان اسرائيل تخطط للاستيلاء على مقر الانروا في القدس لبناء 1440 برج يحتوي كل منها على 24 شقة وليس وحدة استيطانية ضمن مخطط كبير للقدس سوف يصاحب استقدام الملايين لخزعبلات لها علاقة بالهيكل وظهور المخلص ، وقتها لم يكن حرب في غزة ولم يكن المتطرفين يغلبون بلونهم الكاسح على نتنياهو او حكومته لكنها خطط تنفذ على مراحل وينفذها من يتولي الحكم ، وان لم يُكسر انف اسرائيل لن تتوقف جنازير دباباتها على ابواب دمشق او اجزاء من تركيا ففى الوقت الذي تخوض حربها بالقنابل هناك من يشتري بالمال في الدول العربية ويبيع لاسرائيل لمرحلة لاحقة .

مخطط اسرائيل الكبري حاول اولمرت ان يقاومه فزُج به في السجن وجاء منّ هو على استعداد للسير فيه ،

انهم يخططون لكل شيء فمثلاً وضعوا احتمال لهزيمتهم وقبل السابع من اكتوبر بثلات اعوام اشترت الحكومة الصهيونية 312 الف وحدة سكنية في قبرص الامر الذي دفع الحكومة القبرصية لاصدار قانون يمنع البيع للاسرائيليين او حتى مزدوجي الجنسية التى يكون احداها اسرائيلي لكننا لم نجد وسيلة اعلام عربية او اجنبية لانها جزء من الماكينة الصهيونية استغفالاً او بمشاركة واعية ، تكلمت عن الموضوع رغم انه حقيقي وصدر به قرار قبرصي .

تقزيم مشكلة اسرائيل بغزة هو خدعة يحاسب الابرياء في غزة فيها عن المشاريب التى تنوم باقي المنطقة في العسل ، اسرائيل تسير وبقوة في مشروع اسرائيل الكبري وهناك منّ يعرف ويتعاون بقوة لتنفيذ ذلك وهناك منّ هو مستغفل ، ولم يكن اطلاق المشروع ايضا اعتباطياً بل كان مخطط ان ينطلق مع بداية تفجر الصراع العالمي بين القوى الكبرى على الشرق الاوسط وشرق اوروبا واسيا وهي من صنعت هذا النزاع عندما كانت اجهزتها الاستخبارية تدفع زعماء امريكا للاستخدام المفرط للدولار في العقوبات للوصول للنزاع العالمي في الدفاع عن الدولار بعد الهروب منه وهو الوقت الانسب ليمر لانها ستكون مسألة وجود للغرب كما اسرائيل ولن يوقفها شيء ولو كان هناك مجرد باحث عميق سيعرف ان اموال صندوق الاستثمار الاسرائيلي لا تدخل ميزانية الدولة وفي دولة تدعى الشفافية لا احد يعرف اين تذهب وهي ببساطة مخصصة لتنفيذ مشروع اسرائيل الكبري ، وفي الغرف المغلقة في الغرب هناك نقاش طويل حول صناعة اسرائيل للحرب الباردة الباردة وتصعيدها وتبقي مجرد معرفة دون جرأة على اتخاذ قرار .

كعادتهم يصنعون كل الحروب الكبرى ومخطط اسرائيل الكبري يتم بالتعاون مع دولة كبرى ولكنها ليست امريكا وتنفيذ الخطة بدأ مع انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وان كان في العمر بقية سوف نتناول الموضوع لاحقا .

لا شيء اعتباطي وسط متآمر وعبيط

لؤي ديب

مواضيع ذات صلة: